الصقلي: عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي “درس تاريخي وقرار حكيم”

قال الباحث الأنتربولوجي والكاتب المغربي فوزي الصقلي إن قرار المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي، أسرته المؤسسية الإفريقية، “هو درس تاريخي وقرار حكيم” من شأنه أن يساهم في تعزيز وتقوية العمق الاستراتيجي للمملكة في القارة الإفريقية.

وأكد الصقلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تعليقا على الرسالة الملكية الموجهة للدورة ال27 لقمة الاتحاد الإفريقي المنظمة بالعاصمة الروندية كيغالي، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى في رسالته السامية هذه “درسا واضحا ومؤسسا على حقائق ومعطيات في السياسة وفي التاريخ”.

وأضاف أنه، وبعد مرور أزيد من 30 سنة عن مغادرة المملكة المغربية لمنظمة الوحدة الإفريقية، أعلن جلالة الملك عن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مؤكدا جلالته بذلك على القدرة الاستثنائية للمملكة على الانخراط بقوة وفعالية في عمق التاريخ والمساهمة بالتالي في التفاعل الإيجابي الذي تعيشه القارة الإفريقية على جميع المستويات.

وحسب الصقلي، فإن غياب المغرب عن منظمة الوحدة الإفريقية وبعدها الاتحاد الإفريقي “أعطى للزمن خلال هذه المدة فرصة ممارسة حكمه على التاريخ”.

وذكر أن العديد من البلدان الإفريقية وأخرى من خارج إفريقيا سحبت خلال هذه المدة اعترافها بالجمهورية الوهمية كما أحجمت عن دعمها لهذا الكيان الوهمي، مؤكدا أن الحقيقة وكما أكد على ذلك جلالة الملك أضحت ظاهرة بجلاء ووضوح كبيرين.

وأكد أن قرار انسحاب المغرب وكذا قرار عودته إلى الاتحاد الإفريقي يستجيب لإرادة قوية للتلاحم والارتباط بمبادئ مقدسة طبعت تاريخ المملكة المغربية في علاقاتها مع إفريقيا، حتى قبل أن تحصل البلدان الإفريقية على استقلالها، والمتمثلة بالخصوص في ميثاق الدار البيضاء سنة 1961 تحت قيادة جلالة المغفور له محمد الخامس وتواصلت واستمرت مع حفيده صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أكد التزام جلالته باعتماد سياسة إفريقية متعددة الأبعاد اقتصادية وأمنية واستراتيجية وثقافية والتي ما فتئت تتقدم وتتطور”.

وأوضح  الصقلي الذي تم اختياره سنة 2001 ضمن سبع شخصيات دولية ساهمت بصفة استثنائية في تكريس الحوار بين الديانات والحضارات، أن العالم تغير بشكل كبير منذ القمة 20 لمنظمة الوحدة الإفريقية حيث لم تعد الإيديولوجيات أو تعدد المذاهب تضلل الناس بل إن السياسة الحقيقية والفعالة أضحت تقاس بالنتائج الملموسة وبتأثيراتها على السلم والتنمية وحقوق الإنسان.

وقال إن المغرب يقترح على إفريقيا مثل هذا النموذج التنموي الإنساني والسياسي الذي يرتكز على مشاريع ملموسة وواقعية ويفضي إلى نتائج واضحة تظهر بجلاء للعيان كما يحترم حقوق الإنسان والمساواة، وذلك حتى يتمكن الاتحاد الإفريقي من تحديد توجهه الحقيقي وبالتالي يتمكن من أن يلعب دورا محوريا على الصعيد الدولي يكون في مستوى تطلعات وانتظارات القارة الإفريقية.

وأكد الصقلي أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإعلانه عن هذا القرار الحكيم كانت له قناعة راسخة بأن الوقت قد حان حتى يعود المغرب لاحتلال مكانته الطبيعية داخل الاتحاد الإفريقي، وكذا ليقدم رؤية استراتيجية جديدة تقوم على تحرير العقول والأفكار وتجعل البلدان الإفريقية تنخرط في طريق التضامن المسؤول والإيجابي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة