حملت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، وزارة الوردي وخدماتها غير الآمنة المسؤولة الأولى في تفشي مرض التهاب الكبد الفيروس الوبائي وانتقال العدوى وسط المواطنين بالمغرب .
وكشفت الشبكة معطيات خطيرة، حيث أفادت أن الإصابات وانتقال العدوى غالبا ما تتم داخل مستشفيات وزارة الصحة ومراكزها الصحية، نتيجة ضغط العمل على مهنيي الصحة، ومن خلال ضعف الوسائل والإجراءات الوقائية أثناء تقديم الخدمات الصحية، وخاصة أثناء عمليات التبرع بالدم ونقل الدم ومشتقاته، وأثناء عمليات تصفية الدم وغسلي الكلي وعمليات زرع الأعضاء، بل حتى بفعل تقديم خدمات التمريض غير الآمنة وبأدوات غير معقمة أو متعددة الاستعمالات، وتحتل هده الأخيرة النصيب الأكبر في انتقال العدوى داخل المستشفيات .
واتهمت الشبكة وزارة الصحة بطمس حقيقة الوضع الخطير جدا والتستر عليه من طرف المشرفين على المستشفيات العمومية، وهو ما تترجمه الأرقام المخيفة والنسب العالية لانتقال العدوى داخل المستشفيات بالمغرب، والتي تتجاوز بكثير المعايير الدولية المسموح بها والمقبولة لدى خبراء المنظمة العالمية للصحة.
حقيقة أخرى خطيرة عراها تقرير الشبكة، وهي أن جل المراكز الاستشفائية الجامعية والمستشفيات العمومية ال141 بالمغرب، تعاني من نقل العدوى من مريض إلى آخر أثناء الإقامة بالمستشفيات العمومية أو أثناء العمليات الجراحية في غياب الوسائل والمستلزمات الطبية والجراحية المعقمة وفي غياب وسائل الوقاية من انتشار الفيروسات والمكروبات القاتلة.
كما ينتقل فيروس الالتهاب الكبدي A ، تضيف الشبكة المغربية، عن طريق استهلاك المياه أو الأغذية الملوثة وغير المراقبة، فهي كذلك من الأسباب الشائعة لتفشي التهاب الكبد في عدد من مناطق المغرب. ووقف التقرير طويلا عند انتشار مرض الكبد من نوع A ، معزيا ذلك إلى ما يتم استهلاكه من طرف المغاربة من موابد فاسدة وملوثة، كشفت عنها تقارير المكتب الوطني للسلامة الغذائية، طيلة شهر رمضان الماضي . فضلا عن ما، تعرفه عدد من مناطق المغرب من تلوث مياه الشرب، وخاصة في فصل الصيف وأثناء الفيضانات.
الشبكة حددت أسباب فشل الإستراتيجية الوطنية لمحاربة فيروس الكبد الوبائي ، في حصر عمل وزارة الصحة في برامج تلقيح الأطفال وبعض المهنيين دون توفير الحد الأدنى من وسائل الوقاية داخل المستشفيات والاستمرار في اعتماد نفس المستلزمات الطبية لعدد كبير من المرضى دون إعادة تعقيمها، متجاهلة في نفس الوقت نزلاء السجون والمتعاطون المخدرات بالحقن، وأسر المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد من النمط B، والأشخاص متعددو الشركاء الجنسيين. واتهمت الشبكة الوزارة بإهمال هذا الوباء الخطير، الذي تحول إلى “موت بطيء” يفتك بآلاف المغاربة سنويا خاصة أن حوالي 80% من المرضى لا يشعرون بأعراض الإصابة بفيروس س إلا بعد أن يتحول إلى المرحلة المزمنة أو يتحول إلى سرطان قاتل.
