في الوقت الذين تنتشر فيه أجهزة الروبوت والأجهزة الآلية الحاسوبية في عالمنا هذا اليوم، يطرح السؤال بشأن من سيكون مسؤولا عن أفعالها؟ هذا ما تحاول “رزو إيفالي” الإجابة عنه في التقرير التالي.
في شهر أكتوبر من العام الماضي، بدأ نظام حاسوب آلي القيام بعمليات تسوق. أدخل في حساب هذا النظام الإلكتروني مبلغ 100 دولار أمريكي في شكل عملة “بتكوين” كل يوم أربعاء، وبدأ بعدها شراء سلع من سوق “أغورا” الإلكتروني، واختار واحدة منها في نهاية المطاف بشكل عشوائي.
جرى دفع قيمة السلعة التي اشتراها هذا النظام الآلي ثم جرى شحنها الى أستوديو “ميدينغروبيه بتنيك” بسويسرا. وهناك، فتح الفنّانان “دوماغوي سموليو” و “كارمن فايسكوبف” الطرود المرسلة، ووضعا محتوياتها وأغلفتها في عبوات أصغر حجما ليستطيع الناس تصفحها بتمعّن.
اشترى هذا النظام الآلي الحاسوبي، الذي أطلق عليه اسم “راندوم داركنت شوبر” أو “متسوّق الشبكة المظلمة العشوائي” 12 سلعة، جميعها تراوحت ما بين زوج أحذية “أير جوردن” إلى نسخ من جواز سفر مجري، بالإضافة إلى 10 من حبوب مخدرات “النشوة”. جميع الأمور كانت تسير على ما يرام حتى جاء شهر يناير/كانون الثاني.
أقيم معرض للمواد التي قام الروبوت بشرائها. وبعد يوم من انتهاء المعرض وإزالة المعروضات، “قبضت” الشرطة السويسرية على الروبوت وصادرت جهاز الكمبيوتر والمواد التي اشتراها هذا النظام الآلي.
كتب أحد العاملين بشركة “ميدينغروبه بتنيك” على مدونته على الانترنت: “يبدو أن هدف عملية المصادرة هذه كان هو عدم تعريض أشخاص لمخاطر المخدرات المعروضة وذلك باتلافها”.
وفي أبريل/نيسان، أطلق سراح النظام الآلي مع كامل المواد التي اشتراها، باستثناء حبوب النشوة. كما جرى تبرئة ذمة كلا الفنانين من أي تجاوزات قانونية. لكن عملية الاعتقال جعلت الكثيرين يتساءلون عن متى ترسم الحدود الفاصلة للتجاوز القانوني بين البشر والكمبيوتر.
ليست هذه المرة الأولى التي يخرج فيها نظام آلي للتسوق عشوائياً، فقد استمتع الناس بارسال هذه الأنواع من الأنظمة الآلية للتسوق الإلكتروني منذ فترة حتى الآن، لكن معظم الناس الذين يصنعونها لا يزالون يعرضون منتجاتهم على مواقع شهيرة على الانترنت، مثل “أمازون” و “إي باي”.
تقول “فايسكوبف” وزميلها “دوماغوي سموليو” إنهما أرادا التعمق في معرفة “الشبكة المظلمة” لبضعة أسباب. وقالت: “نعتبر الانترنت جزءاً مهماً جداً من ممارساتنا الفنية، إننا نعمل من خلال الانترنت ونعرض منتجاتنا عليه.”، إلا أن فريق العمل أصبح مهتماً أيضاً بطرق استخدام الانترنت من قبل الحكومات، وكيفية خضوعه لرقابة مستمرة. ويشير الاثنان إلى المعلومات التي كشف عنها موظف الاستخبارات الأمريكي السابق “سنودن” كنقطة تحول كبرى في عملهما.