أكد حزب الأصالة والمعاصرة أن مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية الذي صادقت عليه الحكومة، “جاء بعيدا عن منطق يستحضر متطلبات إعمال الدستور والالتزامات الاتفاقية لبلادنا، ومكاسب المصالحة اللغوية والثقافية منذ 1999، ولم يعتمد المقاربة التشاركية، وظل بعيدا عن تطبيق منهجية تستحضر الجودة التشريعية للقوانين”.
وأضاف حزب البام في البلاغ الذي أصدره على موقعه الرسمي بالأنترنيت أنه “سجل ملاحظات أولية تتعلق بالعديد من جوانب القصور في المشروع، وتبرهن عن غياب إرادة فعلية للحكومة في إعمال الالتزامات الدستورية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، حيث إن عدم تدارك جوانب القصور هذه سيؤدي من الناحية العملية إلى إبطاء و تعطيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية”.
وأشار حزب الأصالة والمعاصرة إلى أن “الحكومة لم تنظم أي مسار تشاوري مع الفاعلين المدنيين العاملين في مجال الترافع بخصوص إعمال الفصل 5 من الدستور، بل سلكت بمعية حزبها الأغلبي نهجا غير ديمقراطي في إعداد المشروع”.
وعاب البام على الحكومة تأخرها في إعداد مشروع القانون التنظيمي، معتبرا أن التأخر ” يضرب في العمق الطابع التأسيسي للولاية التشريعية الحالية. وسينعكس هذا البطء سلبا على عدد من القوانين ذات الصلة الوثيقة بضمان الحقوق اللغوية والثقافية”.
وقال حزب العماري إن “المشروع يخلط بين التعاريف والمفاهيم، فمثلا الفقرة الثانية من المادة الأولى التي تضمنت تعريفا إجرائيا للغة الأمازيغية يخلط بشكل واضح بين “التعبيرات اللسانية الأمازيغية المتداولة بمختلف مناطق المغرب” من جهة وبين اللغة الأمازيغية المعيارية التي تم تقعيدها رسميا بفضل العمل المتواصل للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، و هي لغة يشار إليها بالمفرد في البند الثالث من الفصل الخامس من الدستور بوصفها “لغة رسمية للدولة” والتي هي موضوع القانون التنظيمي المنصوص عليه في البند الرابع من الفصل الخامس من الدستور”.
واستغرب البام من دواعي، ومقاصد وأهداف الحكومة من الخلط في مشروع القانون التنظيمي بين مستويين مختلفين .
وأشار حزب “الجرار” إلى أن المراحل الزمنية المحددة في المادة 31 من المشروع (خمس سنوات، عشر سنوات، خمسة عشرة)، لا تعبر فقط عن حقيقة مقاصد الحكومة في التعطيل القانوني والعملي للالتزام الدستوري بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي لهذه اللغة، وإنما يعتبر نكرانا لكل المجهودات التي بذلتها مختلف مؤسسات بلادنا في تعميم اللغة الأمازيغية و النهوض بها ودسترتها.