نشرت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” مقالا عن خطط “داعش” الإرهابية في أوروبا، والتي كشف عنها مسلح سابق في التنظيم.
جاء في مقال الصحيفة:
يمضي هاري سارفو، المسلح السابق في تنظيم “داعش”، عقوبة بالسجن ثلاث سنوات في ألمانيا بتهمة الإرهاب. وقد كشف في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” داخل السجن أن التنظيم كان يخطط للقيام بسلسلة من العمليات الإرهابية المتزامنة في أوروبا قبل الهجمات التي نفذت في باريس في شهر نوفمبر 2015، وقبل عملية بروكسل الإرهابية في مارس من السنة الحالية.
وقد انضم هاري إلى تنظيم “داعش” في السنة الماضية (حسب “نيويورك تايمز”)؛ حيث سافر مباشرة إلى سوريا. وبعد وصوله التقاه على الفور أشخاص مقنعون يمثلون “جهاز الأمن السري” للتنظيم، الذين أبلغوه أن التنظيم ليس بحاجة إلى الأوروبيين على الساحة السورية، والأفضل لهم العودة إلى أوروبا لمساعدته هناك.
وقال: “لقد تحدث ممثلو “جهاز الأمن السري” بصراحة عن أنصارهم الكثيرين المقيمين في البلدان الأوروبية، والذين ينتظرون الأوامر لمهاجمة الأوروبيين. كان هذا قبل هجمات باريس وقبل عملية بروكسل”.
وأضاف: “كانوا يعلنون دائما أنهم يريدون القيام بعمل ما في وقت واحد. يريدون القيام بعدة هجمات متزامنة في بريطانيا وألمانيا وفرنسا”.
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أن “جهاز الأمن السري” لتنظيم “داعش”، معروف للاستخبارات الأوروبية تحت اسم “Emni”، وهو بنية متعددة المستويات يرأسها “السكرتير الصحافي” للتنظيم أبو محمد العدناني، ومهمته الرئيسة تنفيذ العمليات الإرهابية في الخارج وتجنيد الأشخاص والدعاية للتنظيم.
وذكر هاري أنه كان يتردد بانتظام على مسجد في مدينة بريمن قبل سفره إلى سوريا. وبحسب معلومات الأمن الألماني، فقد أرسل هذا المسجد إلى سوريا 20 مجندا على أقل تقدير.
وأشار هاري في حديثه إلى أن ممثلي “Emni” اعترفوا عدة مرات خلال مقابلته بأن لديهم قلة من الأنصار في ألمانيا مستعدين للقيام بأعمال ارهابية، في حين أن عددا كبيرا من الأنصار لديهم في فرنسا. وقال: “عندما سألهم صديقي عن فرنسا، بدأوا يضحكون بجدية والدموع تنهمر من عيونهم. بعدها ردوا عليه: “لا تقلقوا بشأن فرنسا.. لا توجد مشكلة”. ودار هذا الحديث في شهر أبريل/نيسان 2015 أي قبل سبعة أشهر من هجمات باريس، التي أودت بحياة 130 شخصا.
أما العمليات الارهابية في آسيا والشرق الأوسط، فيكلف بتنفيذها الأعضاء السابقون في تنظيم “القاعدة”؛ حيث يُسألون فور انضمامهم إلى “داعش” قبل كل شيء عن خبرتهم وعلاقاتهم”.
هذا، وإضافة إلى الذين سينفذون الهجمات الإرهابية، هناك في أوروبا مجموعة أشخاص يطلق عليهم – “النظيفين”. و”هؤلاء ليس لديهم اتصال مباشر بالذين ينفذون الهجمات الارهابية، لأنهم يعلمون أنه إذا اعترف هؤلاء فسوف يعتقلونهم هم أيضا”. ومهمة “النظيفين” هي إعطاء إشارة البدء للمنفذين. وأضاف أن غالبية النظيفين هم من الذين اعتنقوا الإسلام قبل فترة قصيرة.
كما تحدث هاري عن الانضباط الشديد في تنظيم “داعش”، وقال إن العديد من المنضمين حديثا إلى التنظيم يفقدون الوعي خلال التدريبات البدنية الشديدة، والمواد الغذائية والمياه تقسم بشكل صارم. والمذنب يربط إلى عمود ويترك هناك.
السبب الرئيس لخيبة أمله بـ “داعش”، ظهر بعد مشاركته في تصوير فيلم جديد عن الإعدامات؛ حيث اكتشف أن هذه الأفلام تصور عدة مرات إلى حين بلوغ التأثير المطلوب، في حين كان يعتقد أنها حقيقية عندما كان يشاهدها في ألمانيا.
وبعد ذلك بدأ يخطط للهرب، وقد تمكن من الوصول إلى تركيا ومنها إلى بريمن؛ حيث اعتقلته الشرطة الألمانية يوم 20 يونيو 2016 بعد هبوط الطائرة التي استقلها من تركيا إلى بريمن، وبعد التحقيقات حكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة ثلاث سنوات.