يبدو أن بائع السم سيتذوقه، وتصبح حكاية حسن خيار، مدير قناة ميدي 1 تيفي الجديد، مثالا يضرب على المدير المتجبر الذي يطرد العاملين في مؤسسته قبل أن يطرد بدوره بشكل مهين.
وتشير المعطيات التي توصل بها موقع إحاطة.ما أن أصحاب القرار غاضبون على المدير الجديد، الذي تحدثت الصحافة عن مصائبه أكثر مما تحدثت عن إنجازاته، وبدل أن يسير بالقناة إلى الأمام، قاد الحروب الصغيرة وغزوات الترهيب والضغط النفسي ودمر كل شي جميل في ميدي 1 تيفي.
أكثر من هذا، فإن خيار راكم الأخطاء القاتلة التي لا تليق بأي مبتدئ في مجال السمعي البصري، حيث تؤكد مصادر إحاطة.ما أنه بالإضافة إلى أخطائه الاستراتيجية، يعود سبب غضب “أصحاب القرار” من خيار بسبب بثه لبرنامج عن تذوق الخمور تزامنا مع صلاة الجمعة التي يحضرها أمير المومنين، وتنقلها القنوات الوطنية مباشرة. وكذلك الأمر بالنسبة لبرمجة القناة « السيئة وغير اللائقة» تزامنا مع حفل البيعة الذي هو مناسبة تخلد طقوس تلاحم الملك والشعب.
وتؤكد مصادر الموقع أن محادثات جارية هذه الأيام مع المدير الأسبق للقناة، بيير كزلطا الملقب ب “الجنرال”، لتدارك فضائح حسن خيار، ويمكن أن تعصف بكرسيه الوثير الذي لم يستمتع به طويلا.
وفي الاتجاه ذاته، أشارت نفس المصادر أن كزلطا ربما يسير القناة « من وراء ستار » إن لم تنجح المفاوضات في إرجاعه على رأس القناة.
وكانت جريدة الصباح قد أشارت في وقت سابق على صدر صفحتها الأولى إلى « استدعاء حسن خيار على عجل إلى الرباط ».
وكما أورد ذلك إحاطة في وقت سابق، استسلم المدير المالي لميدي 1 تيفي للترهيب والتحرش الذي يمارسه حسن خيار المدير الجديد للقناة الطنجاوية وقرر مغادرة القناة بعد أسابيع من الحرب النفسية.
محمد أسواس إطار مشهود له بالكفاءة والنزاهة، حيث أن لجن التدقيق المالي التي استقدمها خيار لم تتمكن من اصطياد أي زلة على الرجل، وهو الأمر الذي جعل المدير الجديد يبلع لسانه، ولم يعد يتحدث عن الاختلاسات كما الأمر في الأيام الأولى، وإلا سيكون خيار مجبرا على رفع تلك التقارير الى العدالة وليس التستر عليها.
ويأتي رحيل محمد أسواس بعد موجة من المغادرة والطرد كان ضحيتها إداريون وصحافيون في المحطة التلفزيونية، حيث قاد حسن خيار الذي يجمع تحت معطفه إدارة ميدي 1 تي في، وإذاعة ميدي 1 ، ووكالة الإشهار ريجي 3 التي تحتكر تسويق الإشهار في القناة العمومية المنافسة دوزيم، (قاد) غزوة مارس خلالها كل أنواع الترهيب والتحرش والتخوين والتخويف للتخلص من أكبر قدر من العاملين في القناة.
مغادرة المدير المالي محمد أسواس تأتي أياما قليلة بعد رحيل جيهان الطاهيري، المسؤولة عن الإنتاج بميدي 1 تيفي، حيث ذكرت مصادر من القناة الطنجاوية أن المدير الجديد حسن خيار خيرها بين الانتقال من الرباط الى طنجة أو المغادرة النهائية، فقررت النزول من سفينة ميدي 1 تيفي مرغمة بسبب سياسة لوي الذراع التي ينهجها خليفة عباس العزوزي الذي يسعى إلى التخلص من أكبر عدد ممكن من الأطر والصحافيين.
ويأتي رحيل الطاهيري، أيضا، أياما قليلا بعد طرد مسؤول عن الانتاج ومحاولة للتخلص من الصحافي يسري المراكشي في إطار حملة طرد تغذي الشعور بعدم الأمان وتزيد من حدة الحرب النفسية التي ينهجها خيار وزبانيته على مجموع العاملين والصحافيين بميدي 1 تيفي.
وتسود حالة من السخط والتذمر داخل القناة حيث لا أحد يعرف ما ستؤول إليه الأمور داخل ميدي 1 تيفي ، خصوصا مع ما أصبح يسميه الصحافيون ب”حرب الإبادة”، في وقت يعبد فيه خيار الطريق لطرد مدير الأخبار عثمان النجاري ليفرغ المحطة من كل كفاءاتها ومواردها البشرية.
وحسب ما أورده إحاطة في وقت سابق، فقد أدى الاضطهاد النفسي إلى نقل عثمان نجاري، مدير الأخبار بمحطة ميدي 1 تيفي، بشكل مستعجل من مقر عمله إلى مصحة للعلاج بعد إصابته بانهيار عصبي.
وأكدت مصادر إحاطة.ما أن نجاري انهار في مقر عمله بسبب التحرش والضغوط النفسية التي يتعرض لها منذ تربع المدير الجديد، حسن خيار، على رأس المحطة التلفزيونية.
وتعرض نجاري للإهانات المتكررة، حيث سحبت منه ومن زملائه جميع الصلاحيات ومنحت للإذاعيين النازحين رفقة المدير الجديد.
وأضافت مصادر الموقع أن العاملين بالمحطة التلفزيونية أصبحوا يتعرضون لسلطة الإذاعيين الذين كلفهم خيار “بحراسة” الإداريين والصحافيين في ميدي 1 تيفي.
وكشف يوسف بلهيسي، الصحافي بقناة ميدي1 تيفي، أن هيئة التحرير بالقناة المذكورة تتضامن مع عثمان نجاري، مدير الأخبار بمحطة ميدي 1 تيفي. وكتب على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: “هيئة التحرير بقناة “ميدي 1 تي في” تتضامن مع مدير الأخبار عثمان النجاري بسبب التحرش والضغوط النفسية التي يتعرض لها”.
وأضاف بليهسي في التدوينة ذاتها: “هذا جزاء من حمل على عاتقه بكل جدية ومهنية عبئ قسم الاخبار طيلة عشر سنوات”.
وفي السياق ذاته، عقد منخرطو نقابة مهنيي ميدي 1 تيفي نهاية يوليوز الماضي، جمعهم العام في ظروف استثنائية.
وجاء في بلاغ للنقاية أنه غداة تعيين حسن خيار على رأس القناة، رحّب المهنيون بمضامين بلاغ المجلس الإداري، واعتبروا نص البلاغ ردا إيجابيا وصريحا على مطالبهم المشروعة؛ والمتمثلة في الحكامة وفي تصحيح التموقع الاستراتيجي للقناة.
غير أن عددا من المهنيين سيواجِهون عمليا منهجية في التدبير تؤدي إلى تسفيه الجهد، وتبخيس المنتوج اليومي. بل وصل الأمر في أحد الأقسام إلى وضع بعض مهنيي القناة في وضعية الشبهة، ناهيك عن التعامل بمنطق تصيد الأخطاء، وممارسة الوصاية البوليسية، في تناف سافر مع أخلاقيات المهنة، وتعارض تام مع آليات التواصل.
وفي الوقت الذي آمن فيه مهنيو قناة ميدي 1 تي في بصدقية ومصداقية المشروع الديمقراطي الحداثي، الذي ترعاه أعلى سلطة في البلاد، وظلوا لعشر سنوات مخلصين لرسالتهم الإعلامية، وأوفياء لمصالح الوطن، صاوا -بين عشية وضحاها- ضحية سياسة قمعية.
وبدل احترام التخصصات، ونهج ثقافة الاعتبار، والاعتراف بالخبرات التي يتوفر عليها العاملون، اتجهت الإدارة الجديدة نحو محاولة فرض الأمر الواقع، دون احترام لأعراف القناة.
وأضاف البلاغ، إننا في المقابل لنشدد على ترحيبنا وتشجيعنا لكل خطوة تصحيحية اتخذتها الإدارة الجديدة، وعلى أتم الاستعداد لإصلاح البيت الداخلي، والنهوض بالمضامين وتحسينها. غير أن ذلك لا ينبغي أن يتم على حساب المعايير المهنية، والمنطق التشاركي.
إن نقابة مهنيي ميدي1 تي في تجدد التزامها بالدفاع عن مصالح منخرطيها، وتحتفظ بحق تبني جميع الأشكال النضالية التي تراها مناسبة لهذه الظرفية الاستثنائية التي تعيشها القناة.