لا للشماتة لكن لا لاستمرار دفن رؤوسنا في الرمال.
بصدد قصة فاطمة وعمر من التوحيد والإصلاح، رغم أن الشماتة تغري، فلن أنساق.
كم من لعب بالكلمات يمكن للمرء أن يقوم به في هذه القصة، وكم من التصريحات السابقة التي تدين أصحابها موجودة بالجملة والمفرق على اليوتوب وغيرها. لكنني لن أفعل.
بل فقط سأغتنمها فرصة كي أدافع عن الرأي الذي سبق أن دافعت عنه مرارا، ومؤخرا على الهواء بالمباشر التلفزي.
قلت في ذلك المباشر أن النفاق الاجتماعي القائم يجب أن ينتهي. وقلت أن العلاقات الرضائية قائمة اليوم في مختلف الأوساط. بل هي شائعة حتى في صفوف الاسلامويين بصيغ التوائية اسمها الزواج العرفي أو “زوجتك نفسي”… وقلت يجب أن يرتفع التجريم عن العلاقات الرضائية بين البالغين، ما عدا في حالة شكوى متضرر مباشر. ولم أكن أعتقد أن دفاعي هذا سوف يستفيد منه يوما ما، بعض من يناهضون الحريات الفردية.
واليوم أضيف أن تهمة الاخلال بالآداب العامة يجب أن تنتفي من قانوننا، لأن مجرد قبلة أو تماسك بالأيدي يمكن أن يؤدي بصاحبه أو صاحبته أو هما معا لغيهب الزنازين.
سأدافع مرة أخرى عن رأيي إذن، وإن كان من أعتبرهم خصوما إيديولوجيين وهم متابعون اليوم بتهم الخيانة والفساد، سيستفيدون من هذا الدفاع. ذلك أن ما يهمني بالأساس هو أن يتم التقدم في حل معضلات المجتمع لا أن أهزم خصومي سياسيا، في مقام الأولوية.
لن أغرز السكين في الجرح ولن أستغل لحظة اختلاء بين رجل وامرأة، لحظة فيها ربما بعض الحب أو كله.
ولو لم يكن الشخصان المعنيان داعيتين “إسلاميتين” بارزتين ما عرَّجتُ على الأمر حتى بدافع الفضول.
فقط أريد أن أعبر عن غضبي من التوتير الوجداني والشحن النفسي مع ما لهما من أثر وخيم على أجيال الشباب الذين تعرضوا للقصف الإيديولوجي من طرف هذين الشخصين سنين طوالا، ويتعرضون اليوم للإحباط المطلق بسبب ازدواجية السلوك والتناقض بين الخطاب والممارسة لدى من كانا إلى حدود السبت الماضي / السابعة صباحا، أيقونتين لا يأتيهما الباطل لا من أمامهما ولا من خلفهما.
هي لحظة كي ينفضح تجار الدين ومزدوجو الخطاب ومدَّعو احتكار الأخلاق والفضيلة باسم الاسلام، من أجل كسب مصالح دنيوية.
أما من سوف يصر على الشماتة، فقول السيد المسيح كاف للرد عليه: “من كان منكم بلا خطيئة فليرمهما بحجر…”
ان قضية الجنس التي لا زالت ضمن الطابوهات في الاوساط العائلية أو التعليمية الابتدائية منها أو الجامعية أو في النوادي الحزبية أو داخل الحركات الاسلامية هي قضية متداخلة متشابكة لم تفرز بعد خيوطها.بمعنى أن كل من يتناول هذا الموضوع الا وتحدث عنه في العفة فقط وداخل مؤسسة الزواج.الا بعض المسؤولين عن صحة الانسان وسلامته الذين يوصون باستعمال العازل الطبي احتياطا من الامراض المعدية وهؤلاء حينما يقترحون هذا الاقتراح فانهم يجدون مهاجمين لهم كونهم يشجعون على ممارسة الفاحشة.لكنهم يقولون بما أن ظاهرة الزنا منتشرة الى أقصى الحدود فعلى الاقل ينبغي أخذ الحيطة والحذر.وفي المؤسسات التعليمية يتناول الموضوع بطريقة علمية يتخللها مزاح وشيطنة مراهقة تخرج الموضوع عن أهميته وجديته وكأن الحصة عبارة عن تمارين نظرية في انتظار تطبيقها خلف الانظار.أما عند الحركات الاسلامية ومنابر الوعظ والارشاد فتتناوله من منظور ملائكي معصوم ومحفوظ ومحصن بصيام وقيام وذكر وتبقى هذه المجاهدات من صوم وقيام وذكر مجرد ذبذبات صوتية قرعت الاذان فدخلت من أذن وخرجت من أخرى.حيث أن الشباب يعاني من فقدان شريك يسكن اليه من الجنس المخالف له فيضطر لاقامة علاقة صداقة في الاجتماع لله فتتحول الى علاقات خلوة وممارسة جنسية .فالامام حين يخطب أو يعظ لم ولن يستطع أن يحلل ما حرم الله .لذلك فهو يدعو الى الاستقامة وعدم الوقوع في الزنا.فالمسألة اذن متشابكة ومتداخلة وتحتاج الى علماء دين واجتماع واقتصاد لحلها دينيا واجتماعيا واقتصاديا.بمعنى اعانة الشباب وتشجيعهم على الزواج بالوقوف بجانبهم ماديا ومعنويا.واعادة النظر في مسألة التعدد وتسهيل مسطرتها القانونية وتعليم الاجيال القادمة وتربيتهم على تحمل المسؤولية وخاصة الاسرية للتقليل من ظاهرة عدم الانسجام بين الزوجين والطلاق.فهذه الغريزة متأصلة في الانسان ولا سبيل الى القضاء عليها الا باخضاعها لطبيعتها عن طريق الزواج للتخفيف من كثرة انتشارها أما استئصالها معناه المستحيل الا في حق قليل من البشر.