لم يختلف الفقهاء المعاصرون عن أسلافهم في خوضهم في قضايا الجنس، وبادروا إلى الاجتهاد لإصدار فتاوى عن سلوكات جنسية اكتشفها المسلمون على التلفزيون والأنترنت.
وخصصت مجلة “زمان” الشهرية ملفها لهذا العدد لحديث عن الجنس في الإسلام، وقالت إن تعاطي الفقهاء مع هذه القضايا الملتهبة، وإصدارهم لفتاوى نعتها البعض بـ”الشاذة” أثار البحث عن أسباب الخوض في هذه القضايا.
وسردت المجلة حالات لبعض الفقهاء الذين اتصل بهم أشخاص ليستشيروهم في قضايا تمس حياتهم الزوجية، وساق المصدر ما ذكره الفقيه المغربي عبدالعزيز بن الصديق، الذي يحكي كيف اتصلت به سيدة من طنجة لتسأله رأيه في ما يطلب منها زوجها عند مضاجعتها بأن تعمل معه ما يشاهده في التلفزة الإسبانية من الملاعبة والمداعبة بجميع أنواعها (…)، كما حكى الشيخ نفسه كيف اتصل به شخص من فرنسا ليسأله هل يجوز تمتع الزوج والزوجة بفرج كل منهما بالتقبيل ونحو ذلك، وهو ما أجاب عنه الفقيه المغربي بجواز فعل ذلك.
وتضيف المجلة أن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة اتحاد المسلمين فاعترف أن “تسييره” في فتواه الجنسية كان من وحي زياراته المتعددة لأمريكا، ونزولا عند حاجيات المسلمين المقيمين بها، حيث جاء في كتابه “فتاوى معاصرة” ما يأتي: “في مجتمع مثل المجتمع الأمريكي وغيره من المجتمعات الغربية نجد أن لهم عادات في اللقاء الجنسي بين الزوجين، تخالف ما درجنا عليه في أوطاننا مثل التعري عند الجماع، أو نظر الرجل إلى فرج امرأته، أو لعب المرأة بذكر زوجها وتقبيله ونحو ذلك، فهذه اشياء قد تنكرها أنفسنا، وتنفر منها قلوبنا، وستستخفها عقولنا، ولكن ما جعلني في زياراتي لأمريكا، في مؤتمرات اتحاد الطلبة المسلمين، وزياراتي للمراكز الإسلامية في عدد من الولايات، إذا سئلت عن هذا الأمر، وهو غالبا يأتي من المسلمات الأمريكيات، أن أميل إلى التيسير لا التعسير والتسهيل لا التشديد والإجازة لا المنع”.
“زمان” خلصت إلى أن ما يستشف هو أن هناك حاجة ملحة وراء الخوض في قضايا جنسية مثيرة من قبيل: وضعيات الممارسة الجنسية وتقبيل الأعضاء الجنسية.. أملتها وضعية المهاجرين المسلمين في أوربا وأمريكا، والتأثر بطرق الممارسة الجنسية هناك، ومن جهة أخرى مشاهدة القنوات الأجنبية التي تبث الأفلام البورنوغرافية، ما يجب ملاحظته ايضا أن فترة أواخر الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وهو زمن إصدار القرضاوي وبن الصديق لفتواهما، عرفت انتشار أجهزة التلفاز والفيديو بشكل كبير داخل الأسر في الوسط الحضري، ومعها انتشرت أشرطة الأفلام الإباحية ما جعل الكثير من الشابات والشباب بل الكثير من المتزوجين والمتزوجات يعيدون اكتشاف مختلف طرق الممارسة الجنسية.