وسط تكتم شديد يجري الإعداد لعمل سينمائي ضخم هو الأول من نوعه في المغرب، يخصص لتسليط الضوء على حدث بارز في تاريخ المغرب المعاصر، هو المسيرة الخضراء، التي بفضلها استرجع المغرب أراضيه الجنوبية.
العمل السينمائي الضخم يشارك فيه نجوم بارزون من هوليود وأسماء مغربية مشهورة في أوروبا، إلى هنا يبدو الأمر رائعا بكل المقاييس، لكن متابعين سينمائيين وفنيين يتساءلون عن المغزى من إحاطة هذا المشروع الضخم بتكتم شديد، لدرجة يجهل فيها إلى حدود اللحظة هوية المنتج والجهة التي تقف وراءه.
مصادر مطلعة قالت لموقع إحاطة إن التحضير جار على قدم وساق ليخرج العمل السينمائي الضخم في توقيت تخليد الذكرى الأربعين لمرور حدث المسيرة الخضراء.
وأضافت المصادر ذاتها أن جهات عليا تقف وراء هذا العمل، الذي دعي إليه نجوم من هوليود للمشاركة فيه، غير أن نقطة الضعف الوحيدة تتجلى في كون المشرف على الإخراج لا يتوفر على تجربة كبيرة، وأنه يبقى من الصعب عليه إدارة اسماء وازنة في سماء الفن السابع العالمي.
وحسب مصادر إحاطة التي رفضت الكشف عن هويتها، فإن يوسف بريطل وهو المخرج الذي عهد إليه إخراج فيلم عن المسيرة الخضراء، اشتهر لدى المغاربة بتنشيطه لبرنامج حرفة بلادي، كما أن رصيده الفني في الإحراج لا يتعدى فيلما طويلا واحدا، هو “الشعبية” الذي لم يحقق حتى أقل درجات النجاح.
ولا يدخل انتقاد الحدث الكبير في باب إحباط العزائم، خاصة وأن الأمر يتعلق بالاحتفاء لحدث وطني يبرز إرادة شعب بأكمله في استرجاع حقوقه وأراضيه بشكل سلمي وحضاري، أبهر العالم بأسره في وقت كانت فيه النزعة الثورية والكفاح المسلح سيد الميدان في دول العالم الثالث.
لكن يبقى التساؤل مشروعا عن المغزى من منح مخرج مبتدئ دفة إدارة عمل ضخم خصصت له ميزانية مهولة واستدعي إليه نجوم كبار.
وفي السياق ذاته يحق للجميع التساؤل عن منتج هذا الفيلم ومصدر التمويل والجهات المانحة.. وغيرها من الأسئلة المشروعة التي تلزم القائمين على المشروع بكثير من الاحترافية وقليل من الشفافية.