وفد عن حزب الأصالة والمعاصرة ببكين للاستفادة من التجربة التنظيمية للحزب الشيوعي الصيني

في إطار دعم سبل التعاون المشترك بين حزب الأصالة والمعاصرة والحزب الشيوعي الصيني، واستمرارا على نهج الزيارات المتبادلة بين الجانبين، ورغبة من البام في الانفتاح على التجربة التنظيمية للحزب الشيوعي الصيني، توجه مطلع الأسبوع الجاري إلى العاصمة الصينية بكين، وفد عن حزب الأصالة والمعاصرة بقيادة محمد الزيتوني عضو المكتب الفيدرالي ومسؤول العلاقات مع الصين الشعبية بحزب الأصالة والمعاصرة، وعزيزة الشكاف عضو المكتب السياسي، ونجوى كوكوس رئيسة منظمة شباب الأصالة والمعاصرة، وعبد اللطيف الغلبرزوري المنسق الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وحسن التايقي عضو المجلس الوطني.

وعقد، صباح يوم ثلاثاء 30 غشت الجاري، وفد حزب الأصالة والمعاصرة لقاء بمقر الدائرة التنظيمية للجنة المركزية  للحزب الشيوعي الصيني  مع السيد  CHING  SHNANGFEG نائب مدير عام إدارة تثقيف وتكوين الكوادر بدائرة التنظيم للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وشكل اللقاء  مناسبة  لاستعراض القواسم المشتركة والمساحات الشاسعة للتعاون بين الحزبين على مختلف الأصعدة والمستويات.

كما تطرق الجانبان للعلاقات الثنائية وانتظارات حزب الأصالة والمعاصرة من هذه الزيارة التي تندرج في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الحزبين والاستفادة من تجربة الحزب الشيوعي الصيني خاصة على مستوى المدرسة الحزبية. وفي هذا الصدد اعتبر محمد الزيتوني أن هناك ثلاث مجالات تشكل أولوية لدى البام في مجال التكوين، ويتعلق الأمر بكيفية الاستثمار الجيد والايجابي لتقنيات المعلوميات والإنترنت، وكذا كيفية التوفيق بين المبادئ والنظري من جهة والواقع من جهة أخرى، إضافة إلى كيفية اكتساب ثقافة الانضباط والصرامة لخدمة أهداف الوطن.

وخلال ذات اللقاء، تم  الاستماع للعرض القيم الذي ألقاه السيد   SHING  SHNANGFEG حيثتطرق من خلاله إلى ستة محاور كبرى، يتعلق الأول بالمكانة التي تحتلها  عملية  التثقيف والتدريب لدى الحزب الشيوعي الصيني منذ  نشأته سنة 1921 بقيادة الزعيم ماو تسي تونغ، وأشار المتدخل إلى أن هذه العملية لم تتوقف وكانت دائما تستجيب لحاجات كل مرحلة.

أما المحور الثاني، فقد بسط فيه السيد SHING  SHNANGFEG  المهام الرئيسية للتدريب التي لخصها في مهمتين رئيسيين هما، التدريب على القيم والمبادئ والمثل؛ و كذا القدرة والكفاءة. واعتبر أن هاتين المهتمين تختزلان العلم الصيني، فاللون الأحمر يمثل القيم و المثل العليا بينما اللون الأصفر يشير إلى الاختصاصات.

وفي المحور الثالث،  توقف المؤطر من خلاله عند أنواع الكوادر التي تشارك في التدريب وقسمها  إلى ثلاثة أصناف، صنف المسؤولين الحكوميين والحزبيين، ثم صنف رجال الأعمال والأطر الإدارية؛ وأيضا صنف التقنيين والمتخصصين. وأشار في هذا الصدد إلى وجود برامج وخطط مختلفة ومتنوعة لتكوين هاته الأصناف الثلاثة حسب مواقعها وحاجياتها.

أما المحور الثالث، فقد توقف من خلاله المتدخل عند الأساليب المعتمدة في التدريب وقد حددها في 4 أساليب لتدريب الكوادر، ويرتبط الأسلوب الأول بالتدريب المتفرغ، ويعتبر نوعا رئيسيا من  التدريب المنظم والملزم لكل الكوادر  الحزبية، أما الأسلوب الثاني فيشمل الدراسة في الفرق المركزية ولجان الحزب. ويهم الأسلوب الثالث التدريب على الإنترنت لمسايرة تحديات تكنولوجيا المعلوميات، أما الأسلوب الرابع فعنوانه التعلم والتكوين الذاتي.

في المحور الرابع،  تحدث  SHING  SHNANGFEG من خلاله على 5 تجارب في عمليات التدريب وتثقيف  الكوادر وهي كالتالي: التجربة الأولى تتعلق بالالتفاف حول العمل المركزي للحزب وخدمة المصلحة العامة للشعب الصيني، بحيث تشكل الكوادر الحزبية العمود الفقري لبناء الرفاه المجتمعي ومقاومة العدوان الخارجي؛- التجربة الثانية:  التثقيف والتدريب على الأخلاق في المقام الأول وكيفية الجمع بين المثل والكفاءة؛- التجربة الثالثة: عمليات التثقيف والتدريب تتم بشكل مطول ومستمر؛- التجربة الرابعة: العمل على ربط النظرية الماركسية اللينينية  بالواقع الصيني والعمل على صيننتها عبر تكوين الكوادر؛ وأخيرا التجربة الخامسة: الصرامة في تكوين الكوادر وفرض الانضباط لضمان فعالية التثقيف والتدريب، نفس الشيء بالنسبة للمكلفين بالتدريب.

أما المحور السادس، فتطرق SHING  SHNANGFEG إلى أنواع المؤسسات التدريبية، وحددها في 6 أنواع مدرسة واحدة و5 أكاديميات على المستوى المركزي.  وأشار إلى وجود أزيد من 5000 مؤسسة تدريبية في مجالات مختلفة منتشرة على امتداد بلاد الصين. وبخصوص المؤسسات الست أكد أن لديها علاقات تعاون وصداقة مع العديد من المؤسسات عبر العالم بما في ذلك القارة الأفريقية معبرا في الوقت نفسه على رغبة الحزب الشيوعي الصيني في بناء علاقات  قوية ومتينة مع حزب الأصالة والمعاصرة.

وللإشارة فزيارة وفد البام تندرج في سياق التطبيق الفعلي للتوصيات التي خرجت بها عدة لقاءات مشتركة بين حزب الأصالة والمعاصرة والحزب الشيوعي الصيني ترأسها كل من إلياس العماري الأمين العام للبام وليو هونغ كاي وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهي اللقاءات التي انطلقت في مارس 2015، وعقدت على وجه الخصوص بكل من الرباط وبكين، وهناك إرادة واعدة من الطرفين على ضمان استمرارية هذه اللقاءات تفعيلا لأوجه شراكة قوية بين الحزبين  لتمتد لعدد من المجالات الأخرى.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة