انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل تدوينة حول أركان الإسلام عند المغاربة، وجاء في التدوينة أنه يمكن اختصار الأركان في ركنين فقط: رمضان وعيد الأضحى.
قد يبدو الأمر غريبا، وقد نتداول التدوينة من باب التسلية، لكن إذا تأملناها سنجدها تختزل واقعنا، فرمضان تحول عند الأغلبية من عبادة إلى عادة، وأصبح شهر الاستهلاك بامتياز، ولم تعد تتحق الغاية التي فرض من أجلها وهي الإحساس بالفقير والجائع، والتعود على الصبر، أما بالنسبة لعيد الأضحى، رغم أنه ليس ركنا من أركان الإسلام لكن له مكانة تفوق بعض الأركان و الفرائض، وأصبح “فرضا” لابد منه.
العيد في الأصل هو مناسبة للفرح واجتماع العائلة، إلا أنه للأسف تحول من مناسبة سعيدة إلى مناسبة تتسبب في أزمة مادية و نفسية للعديد من الناس، خصوصا بالنسبة للأسر محدودة الدخل، فتحوله لعادة اجتماعية جعلته يخرج من حمولته الدينية.
فإذا كان تارك الفرائض لا يحاسب إذا لم يستطع إليها سبيلا، فما بالك بالسنن؟ فلا يمكننا أن نعتبر أن تدين الشخص هو الذي يدفعه إلى الإقتراض لشراء أضحية العيد، وليس التدين الذي يجبر شخصا على بيع أثاث بيته، أو تأخير شراء المستلزمات المدرسية لأطفاله، فقد نجد بعض هؤلاء لا يقيمون حتى الفرائض، أو يتخلون عن كل السنن لأن السنة لا يعاقب تاركها، كصلاة الشفع والوتر مثلا التي بدورها سنة مؤكدة، لكن حين يتعلق الأمر بخروف، يصبح إحياء السنة واجبا بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.
هي عادات تضر أكثر مما تنفع، تزيد الفقير فقرا، وتحمله فوق طاقته وتجعله ينسى أن الدين يسرا،وأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وهي العادات التي تمنع في أحيان كثيرة من له الإمكانيات المادية من عدم إقامة هذه السنة تفاديا لنظرة العائلة والمجتمع وتشكيكهم في تدينه وإيمانه ويقيمها مكرها، رغم أنه لا إكراه في الدين، ورغم أنه كان من الممكن أن يتبرع بأضحيته لأسرة فقيرة، وينال أجر إحياء السنة وأجر إدخال السرور على قلب أسرة.
عندما نؤمن بأن “وفديناه بذبح عظيم” لا تعني أبدا شراء أضحية تفوق قدرتنا الشرائية، وعندما نوقن بأن الله لن ينال من لحومها ودمائها ولن يحاسبنا إذا لم نستطع إحياء هذه السنة، وعندما نفهم بأن أطفالنا ليسوا في حاجة لخروف يفرحهم يوما ويعيشون باقي السنة يعانون من تذمر والدهم الذي اثقلت كاهله الديون، عندما نتقاسم نقود أضحية العيد مع من لا يستطيع توفير ثمنها، يمكننا الحديث عن العيد ومقاصده، إلى ذلك الحين كل عادة اجتماعية وأنتم بخير.
انا اتفق معك اختي اسماء لكنني اود التعليق عن ما ذكر بخصوص الغاية من صيام شهر رمضان و هي الاحساس بالفقير و الجائع و التعود على الصبر كما ذكرتم و هنا يأتي السؤال لماذا اذن فرض الصيام حتى على الفقير و الجائع و لماذا عرف الصيام باالامساك عن شهوتي البطن و الفرج معا؟
انما هو جهاد للنفس و وسيلة نتقرب بها الى الله و لو انك كما ذكرت في المقال هاتين الغايتين لم يعد لهما مكان.
“العادات أقوى من القوانين”. هذا ما يقوله فقهاء القانون ويتجلى هذا “المبدء” حتى في القانون الدولي.
إلغاء هذا العيد أصبح ضرورة وطنية لما يمثله من ضربة قاسية لبنية الرعي في العالم الإسلامي الضعيفة، ولكن في نفس الوقت، إلغاؤه سيشكل صدمة قوية للإقتصاد، لأن هناك أكثر من 40 حرفة مرتبطة مباشرة بهذا العيد، تنتعش في هذه الفترة فقط، بل هناك فرص عمل كثيرة تُخلَق و تندثر بعد هذه الفترة.(Emplois Induits). كيف يمكن تعويضها ؟
Ahmed
Heidelberg