كشفت معطيات خطيرة نشرتها المنظمة السويسرية غير الحكومية «Eye Public»، تورط شركات نفط سويسرية في توزيع محروقات ذات انبعاثات سامة في دول إفريقية من بينها المغرب، مؤكدة أن تلك المحروقات تصنع بشكل خاص لتلك الأسواق، حسب ما جاء في صحيفة “المساء” في عددها الصادر نهاية الأسبوع الحالي.
وأكدت منظمة «Eye Public» السويسرية التي تعنى بقضايا البيئة والاقتصاد في تقريرها الذي صدر، مؤخرا، بعنوان «الديزل القذر»، أن تجار البترول السويسريين يقومون بتزويد محطات وقود مغربية بمحروقات تحتوي على نسب مرتفعة من المواد السامة خصوصا الكبريت.
واعتبرت المنظمة أنه حتى في حال تجديد المغرب والقارة الإفريقية عموما لحظيرة السيارات وتعويضها بأخرى جديدة، فإن جودة الهواء في المدن الكبرى لن تتحسن، وعزت ذلك إلى أن كمية الرصاص في البنزين والغازوال، اللذين يباعان في محطات الوقود، أعلى بمئات المرات، مقارنة بالمستوى المقبول بأوروبا.
واتهمت المنظمة السويسرية، في تقريرها الذي يشكل خلاصة تحقيق استغرق ثلاث سنوات، شركات النفط السويسرية باستخدام «استراتيجية غير مشروعة» لرفع الأرباح تقضي باستغلال ضعف المعايير في إفريقيا لبيع وقود خلف آثارا صحية وبيئية مدمرة في العديد من الدول الإفريقية، مضيفة أن بيع هذه الأنواع من الوقود في إفريقيا أسهم في زيادة تلوث الهواء وتسبب في تفشي أمراض تنفسية ووفيات مبكرة.
كما أكدت المنظمة أن الشركات السويسرية المتهمة، اشترت مخازن ومحطات لتوزيع الوقود بإفريقيا وحققت أرباحا طائلة على حساب صحة السكان في العديد من البلدان الإفريقية، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول دور الجهات المغربية المختصة بالجودة في مراقبة استيراد المحروقات.