في واقعة غير مسبوقة، جرى التكتم عليها بشكل كبير وتطويقها بالسرية، لأنها الأولى من نوعها خلال الخمس سنوات من الولاية الحكومية الحالية، اعتقلت مصالح الأمن بسرعة فائقة، ليلة الجمعة الماضي، شخصين حلا في منتصف الليل أمام بيت بنكيران، وبمجرد نزولهما من سيارتهما، عربدا ووجها له اتهامات ثقيلة منها «الشفار».
وكشفت صحيفة “الأخبار” في عددها الصادر الثلاثاء أن الرجلين اللذين أحدثا حالة استنفار قصوى وسط الأجهزة الأمنية المرابطة في محيط مقر إقامة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وكانا في حالة سكر طافح، يمتطيان سيارة فاخرة، وقفا بشكل مفاجئ في الشارع الذي يوجد فيه بيت بنكيران في حي الليمون بالرباط، ونزلا بخطى متثاقلة، قبل إطلاقهما العنان لخنجرتهما، ثم شرعا يسبانه وينعتانه بـ »اللص الذي تسبب في ثقب في جيوب المغاربة، وتوقيف مشاريع مستشمرين دون وجه حق »، وهو ما آثار حالة من الهلع والخوف داخل بيت رئيس الحكومة التي كانت الأضواء قد انطفأت فيه.
وأكدت اليومية أنه لم تمض سوى ثوان قليلة، حتى جرى تطويق المشتبه فيهما، وتصفيد أيديهما، بعد حضور العناصر الأمنية، ومنها عناصر من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المعروفة اختصارا بـ »ديستي »، وعناصر من الاستعلامات العامة، فضلا عن عناصر من الشرطة القضائية التي اعتقلتهما، واقتيادتهما إلى ولاية الأمن من أجل التحقيق معهما، ومعرفة الأسباب والملابسات التي دفعتهما إلى الحضور ليلا أمام بيت رئيس الحكومة من أجل العربدة قبالته.
وحسب اليومية فإن عناصر أخرى تكفلت بنقل السيارة التي كان الموقوفان على متنها إلى مستودع السيارات، وذلك بعدما أحدث سائقها فوضى تم مسح آثارها بسرعة فائقة.