العماري يقدم شهادة للتاريخ في حق الأطلس المتوسط أمام الآلاف من ساكنة مريرت

“أيثما سويثما أزول، أخواتي إخوتي السلام عليكم ورحمة الله”، كانت عبارة مسك افتتاح اللقاء الجماهيري التواصلي الذي أطره الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، مساء أمس الأربعاء 05 أكتوبر الجاري، بمريرت-إقليم خنيــــفرة، وذلك في إطار الحملة الانتخابية للحزب استعدادا لموعد استحقاقات 7 أكتوبر.

اللقاء الذي حضرته ميلودة حازب عضو المكتب السياسي ورئيسة الفريق البرلماني للحزب بمجلس النواب، وابراهيم مجاهيد رئيس مجلس جهة خنيفرة بني ملال، وخالد أدنون الناطق الرسمي باسم الحزب وعضو مكتبه السياسي وحكيــــــــــــمة غرمال وكيلة اللائحة المحلية للبام بدائرة مريرت، وعدد من مسؤولي الحزب جهويا وإقليميا ومحليا، والمئات من المناضلات والمناضلين، وآلاف المواطنة ومواطن من ساكنة مريرت، (اللقاء) كانت ميزته عفوية الحديث والتفاعل الكبير بين الأمين العام القادم من الريف والجماهير الحاشدة من أمازيغ الأطلس المتوسط التي صفقت طيلة أطوار اللقاء تأييدا.

الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وجه تحية تقدير إلــــى ساكنة كل قبائل مريرت، وقبائل زيان، وقبائل خنيفرة، وكل قبيلة باسمها وتاريخها، معتبرا أنها منطقة ليست كباقي المناطق، فهي التي أنجبت الكثير من المناضلين والمقاومين والشهداء، وقدمت الكثير من دماء وبطولات وتضحيات جسام لأجل الوطن.

قبائل الأطلس المتوسط هي التي صنعت رمزا للمقاومة ليست فقط هنا، بل في العالم أجمع، يقول الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في كلمته ضمن اللقاء الجماهيري المنظم، بمدينة مريرت، هنا ولد واحد من الرجال الذين بصموا التاريخ المغربي كفاحا ونضالا، إنه المقاوم الشهيد موحا أوحمو الزياني، هنا قبائل ناضلت من أجل مغرب يتسع لجميع المغاربة وكافحت حتى يتم توزيع الخيرات بشكل عادل، وهي ذات القبائل التي حملت مشعل المقاومة نيابة عن باقي المواطنات والمواطنين في باقي القبائل المغربية.

لكن وللأسف، يقول الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، هذه القبائل لم تنل حقها في الثروة الوطنية، رغم أنها في الأصل تتوفر على موارد ومؤهلات طبيعيــــة مهمـــة، من بينها الثروة المائية التي لا يستفيد منها أبناء المنطقــــة ويعيشون رحلة المشقة اليومية في البحث عن الماء، المنطقة أيضا تتوفر على غطاء غابوي كثيـــف لكنه لا يستغل لصالح خدمة المنطقة ومصالح مواطناتها ومواطنيها، كما أن جوف المنطقة كلـــه مناجم لكن أبناء مريرت آخر من يمكن أن يعمل بها ويدر دخلا لأسرته.

ورغم ذلك، ورغم كل أشكال الإقصاء والتهميش، أبت هذه المنطقـــة إلى أن تقاوم بالصبر والصمود، قاومت من أجل هذا الوطن واستقراره وأمنه، لكن “للصبر حدود”، وحتى الصبر نفذ صبره، يقول العماري مخاطبا الجماهير الغفيــــرة التي حجت من كل صوب وحدب. واليوم يضيف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بنبرة ملؤها الحسرة والألم على واقع يعيشه أبناء المنطقة كما أبناء العائلات المغربية، اليوم يسجل أن العديد من العائلات لا تجد موردا للعيش الكريم، أغلب الشابات والشباب في بلادنا في المنطقة وبشكل خاص ظروفهم لا تسر.

وحتى الذين درسوا والذين لم يدرسوا، يسترسل الأمين العام، يهاجرون من مواطنهم بحثا عن لقمة خبز يابسة وقنينة ماء، بالأمس كان يهاجرون من أجل أشياء (بناء منزل، أو خلق مشاريع)، واليوم يهاجرون من أجل “شديق د الخبز”.

منعوا أبناء المنطقة من فرص الدراسة والعمل، أرادوا تقسيم الأمازيغ إلى سواسة، ريافة، شلوح، ولكننا نقول لهم نحن مغرب واحد، شعب واحد، وقبائل الأطلس المتوسط بل كامل الأطلس يستحق رد الاعتبار له، هنا قبائل قاومت الظلم والحكرة، والحال أنهم يريدوننا أن نتحول إلى متسولين، ولكننا لن نسمح لهم بذلك، لن نركع ولن نذل مهما كلف الأمر.

ووجه إلياس العماري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، انتقادا صريحا إلى الحكومة التي فشلت في تدبير الشأن العام الوطني، وقدمت الكثير من الوعود للمواطنات والمواطنين المغاربة ولم تف بها، وتدعـــــي أنها تبني المدارس وتشيد المستشفيات، والحال أن المدارس التي بنيت تفتقر كما هو معلوم عند الجميع لأبسط شروط العملية التعليمية، والمستشفيات المشيدة والتي في أغلبها صارت متهاكلة في حاجة هي نفسها للاستشفاء قبل أن تكون مكانا لتقديم هذه الخدمة لفائدة المواطنين.

وهي ذات الحكومة التي أغرقت البلاد في القروض، يقول إلياس العماري، الأمر الذي أثر بشكل أو بآخر على المعيش اليومي للمواطن في بلادنا، وكل واحد منا صار مدينا ب 24300 درهم في سياق تحمله لتبعات هذا المسلسل المعنون بـ”القروض”. ولعل أوجه الأزمــــة متعددة وتمتد في مجالات مختلفــة، والوضع لم يعد يتحمل مزيدا من الانتظار والتأجيل.

العماري شدد على أن التغيير مطلوب الآن وليس غدا، قائلا بالأمازيغية “أبددر نهارا وججي أسكا”، ودعا إلى تكاثف الجهود يدا في يد، وأن يشمــــر الجميع عن سواعدهم ويعملوا ونعمل معهم.

ووعد العماري الجماهير الحاضرة بتوزيع الخيرات بالتساوي على جميع المغاربة في حال وصول حزب الأصالة والمعاصرة إلى رئاسة الحكومــــة، واعدا بالعودة إلى المنطقــــة من أجل إعطاء انطلاقة جديدة بها.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة