المقاربة المغربية في محاربة التطرف محط إشادة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا

أشادت الوفود المشاركة في أشغال المؤتمر المتوسطي السنوي لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا المنعقد يومي 5 و6 أكتوبر بفيينا بالمقاربة المغربية في مجال محاربة التطرف.

وقدم محمد السلاوي القائم بالاعمال في سفارة المغرب بالنمسا خلال أشغال المؤتمر عرضا بعنوان “الشباب في شمال وجنوب المتوسط مواجهة تحديات الأمن وتعزيز التعاون” أبرز فيه مميزات المقاربة المغربية التي لديها عدة أوجه منها القانوني والأمني ثم الاجتماعي والوقائي.

ولاحظ أن هذه المقاربة تروم ضمان الأمن في احترام كامل لحقوق الإنسان، وحماية الحقل الديني من كل غلو، ومحاربة التهميش والاقصاء الاجتماعي، بالاضافة الى تحسين الأنظمة التعليمية والتربوية.

وتلا الدبلوماسي المغربي في هذا السياق فقرات من الخطاب السامي لجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال 63 لثورة الملك والشعب والذي أكد فيه جلالته “ان الإرهابيين باسم الإسلام ليسوا مسلمين، ولا يربطهم بالإسلام إلا الدوافع التي يركبون عليها لتبرير جرائمهم وحماقاتهم. فهم قوم ضالون، مصيرهم جهنم خالدين فيها أبدا. إنهم يظنون، عن جهل، أن ما يقومون به جهادا. فمتى كان الجهاد هو قتل الأبرياء ؟ قال تعالى : “ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين””.

وأكد جلالته في الخطاب نفسه أن “الذين يدعون للقتل والعدوان، ويكفرون الناس بغير حق ويفسرون القرآن والسنة بطريقة تحقق أغراضهم، إنما يكذبون على الله ورسوله”.

وقد طلبت عدد من الوفود الحاضرة بالحصول على نسخ من الخطاب الملكي معبرة عن إعجابها بالرؤية الملكية لمواجهة التطرف والتي تقدم إجابات واضحة بشأن ظاهرة التطرف وتبعد كل خلط يسيء لصورة الإسلام دين السلم والتسامح.

وأضاف الدبلوماسي المغربي أنه في مواجهة آفة التطرف يتعين تضافر الجهود الدولية داعيا بالخصوص الى تعزيز التعاون بين الدول المتوسطية ومنظمة الأمن والتعاون في أوربا.

وأكد في هذا السياق أن المغرب يعمل بدون كلل على تعزيز الشراكة المتوسطية مع المنظمة لمواجهة التحديات المشتركة بالمنطقة التي يتعين التصدي لها.

وأشار إلى أن التحديات الكبرى للأمن لا يمكن مواجهتها الا عبر التعاون وإيجاد حلول إقليمية، مضيفا أن الهجرة والتطرق والارهاب تمثل تحديات عالمية ذات انعكاسات إقليمية.

وأشاد السلاوي بدور ومكانة منظمة الأمن والتعاون في أوربا في الدفاع عن القضايا الأمنية مشيرا الى مساهمات المملكة داخل المنظمة في مختلف القضايا المطروحة كالهجرة ومحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.

وفي ما يخص مشكلة الهجرة دعا إلى تقوية وتعزيز التعاون الدولي في مجال تدبير الهجرة، ملاحظا أن للمغرب عدد من الاتفاقيات الثنائية مع شركائه بخصوص إعادة قبول المهاجرين في وضعية غير قانونية بالخصوص مع ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وإيطاليا وتمثل نموذجا جيدا للتعاون بين ضفتي المتوسط.

و أ برز من جهة أخرى نجاح سياسة المغرب في مجال الهجرة واللجوء بعد العملية الاستثنائية لتسوية أوضاع أزيد من 25 ألف مهاجر اختاروا الإقامة في المغرب.

وقد أشاد ممثل المنظمة الدولية للهجرة حسن عبد المنعم مصطفى بمبادرات جلالة الملك محمد السادس وانخراطه الفعلي في هذه العملية الرائدة على الصعيد الإفريقي.

وفي تدخله خلال هذا المؤتمر الذي حضره عدد من وزراء الخارجية بالدول الأعضاء في المنظمة والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط فتح الله السجلماسي، أشاد الدبلوماسي المغربي بحضور وزير الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية محمد طاهر سيالة لأشغال المؤتمر مجددا التأكيد على دعم المغرب لاستقرار ليبيا ووحدتها الترابية وتنفيذ الاتفاق السياسي الليبي الموقع عليه في مدينة الصخيرات في 17 ديسمبر 2015.

يذكر أن منظمة الأمن والتعاون في أوربا يوجد مقرها في فيينا وقد أحدثت العام 1973 . وتعمل المنظمة لفائدة تطوير ثقافة السلم والديمقراطية والاستقرار في أوربا والعالم.

وتضم المنظمة في عضويتها 57 بلدا من بينها المغرب.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة