أعلن المشاركون في اللقاء الوزاري التمهيدي لمؤتمر (كوب22)، الذي اختتمت أشغاله اليوم الأربعاء 19 أكتوبر 2016 بمراكش، أن دخول (اتفاق باريس) حول التغيرات المناخية حيز التنفيذ سيكون يوم رابع نونبر المقبل عوض سنة 2020.
وفي هذا الصدد، أكد سفير (كوب22) للمفاوضات متعددة الأطراف عزيز مكوار، خلال ندوة صحفية انعقدت عقب اختتام هذا اللقاء، الذي نظم على مدى يومين بمبادرة من الرئاسة المغربية للمؤتمر وفي جلسات مغلقة، أن هذا القرار يأتي بعد أن تم تجاوز النصاب اللازم لتنفيذ هذه الاتفاقية المتمثل في مصادقة 55 دولة التي تمثل أزيد من 55 في المائة من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، ما يعكس مدى التعبئة الكبيرة التي سجلت عبر العالم بأسره.
وأضاف أن هذا اللقاء تطرق، أيضا، إلى الإمكانيات المتوفرة والسبل الكفيلة بتعبئة الموارد المالية وتعزيز القدرات المالية للبلدان لتنفيذ التزاماتها لمواجهة التغيرات المناخية وتفادي التغيرات المناخية الأكثر وقعا المسجلة خلال السنوات الماضية.
وأشار مكوار إلى أن هذا اللقاء شكل مناسبة لكل من بريطانيا وأستراليا لتقديم خارطة الطريق للمبلغ الذي سيتم تعبئته قبل سنة 2020 والمحدد في 100 مليار دولار، مع إعطاء فكرة عن السبل القمينة لتعبئة الموارد المالية وكيفية تعزيز القدرات لتمكين البلدان من استعمال هذه الموارد المالية.
من جهتها، أكدت السكرتيرة التنفيذية للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، باتريسيا إسبينوزا، أن الدينامية الإيجابية المسجلة منذ مؤتمر باريس عرفت الاستمرارية، ما مكن من التوصل الى دخول (اتفاق باريس) حيز التنفيذ ابتداء من يوم رابع نونبر المقبل، فضلا عن قرار المنظمة الدولية للطيران المدني بتقليص انبعاثات الطيران المدني، مبرزة أنه لأول مرة هذا القطاع يتوصل الى اتفاق يهم المستوى العالمي.
وبعد أن أشارت الى أن تعبئة 100 مليار دولار التي ستخصص للبلدان السائرة في طريق النمو الى غاية 2020، تسير في الاتجاه الصحيح، أوضحت السيدة باتريسيا إسبينوزا أن مؤتمر الأطراف الأول لاتفاقية باريس سينعقد بمراكش في أجواء مريحة وأنه سيتم وضع العناصر الضرورية لضمان حسن سير هذا الاجتماع.
وأبرزت أن كل بلد في حاجة الى القيام حاليا بخطوة الى الأمام من خلال تطبيق أفضل السياسات المتعلقة بالمناخ، وتسريع الاستثمارات في الطاقة النظيفة والبنيات الأخرى ذات الصلة بهذا الميدان، مبرزة أنه خلال مؤتمر كوب 22 ستكون هناك رسالة واضحة تتمثل في أن هناك مبادرات عملية تم اتخاذها مسبقا وأن هذه المبادرات ستسرع وذلك بفضل الرياد لكل من المبعوثة الخاصة للمؤتمر السيدة حكيمة الحيطي، والسيدة لورانس توبيانا رائدة البيئة الفرنسية لمؤتمر “كوب 21”.
تجدر الإشارة الى أن هذا اللقاء الوزاري التمهيدي لمؤتمر كوب 22 انعقد تحت رئاسة رئيسي مؤتمري “كوب21″ وكوب 22” سيغولين رويال وصلاح الدين مزوار، بحضور السكرتيرة التنفيذية للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ باتريسيا إسبينوزا، ومندوب مؤتمر “كوب 22” عبد العظيم الحافي، ورئيس اللجنة العلمية التابعة للجنة الاشراف على مؤتمر (كوب 22) نزار بركة، وسفير كوب 22 للمفاوضات متعددة الأطراف، والمبعوثة الخاصة للمؤتمر حكيمة الحيطي، ولورانس توبيانا رائدة البيئة الفرنسية لمؤتمر “كوب 21” .
ويكمن الهدف من هذا اللقاء الوزاري التمهيدي، الذي يعد تكملة للمشاورات غير الرسمية المنعقدة بالصخيرات يومي 8 و9 شتنبر المنصرم، في التطرق لدعوة الاطراف الموقعة على اتفاق باريس أثناء انعقاد مؤتمر “كوب22” إلى تطوير مقررات هذا الاتفاق وبحث السبل الكفيلة بتطبيقه، علاوة على المواضيع المرتبطة بأجندة ما قبل 2020 وأجندة العمل المعدة من طرف المسؤولتين عن المجال البيئي السيدة حكيمة الحيطي (كوب22) ولورانس تيبيانا (كوب21) .
وتميز هذا اللقاء بحضور حوالي 400 مشارك على رأسهم وزراء من ثمانين بلدا، إلى جانب ممثلين عن الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ .