أكد معهد “ستراتفور” الأمريكي المختص في التحليلات الجيوسياسية والعلاقات الدولية، في مقال تحليلي ، معطيات تفيد أن الجنسية المغربية إلى جانب الجنسيتين التونسية والسعودية، هي أكثر الجنسيات حضوراً بين إرهابيي “تنظيم الدولة الإسلامية” الإرهابي وباقي التنظيمات المشابهة، ويتراوح عدد المغاربة الناشطين في هذه التنظيمات بين 1200 و1500 مقاتل. ويفيد التحليل بأن من أهم العوامل التي تساهم في معاناة دولة من آفة الإرهاب، عودة مقاتليها بعد تجربة إرهابية في مكان آخر، مما يجعل المغرب نظرياً في خانة الدول الأكثر تهديداً بالهجمات الإرهابية، وفق ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر نهاية الأسبوع الحالي.
كما كشفت وثيقة سرية عثرت عليها القوات الأمريكية بمعقل لتنظيم القاعدة في العراق، أن 91 في المائة من الإرهابيين المغاربة جرى توظيفهم في العمليات الانتحارية، وليس في القوات العسكرية.
وأكد صاحب التحليل، سكوت ستيوارت، الخبير في شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب بالمعهد سالف الذكر، أن ظاهرة توجه المغاربة للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية حول العالم ليست حديثة العهد، فعدد من مؤسسي ما يسمى بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” مغاربة عائدون من أفغانستان والبوسنة والشيشان والعراق، غير أن تقارير الجيش الأمريكي أفادت بكون المغاربة عادة لا يرتقون إلى مستوى الخبرة والكفاءة التي أبان عنها جهاديو الأقطار الأخرى كليبيا ومصر… هذه الأقطار بالتحديد هي التي تعاني اليوم من آفة الإرهاب بشكل أكبر. وتابع المحلل قائلاً إن هذا النقص في تعداد وكفاءة العائدين المغاربة من تجارب جهادية، هو ما يساهم بقوة في العجز التنظيمي والتكتيكي الذي تعاني منه خلايا الارهاب داخل المملكة، ويتسبب في فشل معظم محاولاتها لتهديد أمن الأخيرة.
ولم يفُت صاحب التحليل الإشارة إلى الدور الذي تلعبه المصالح الأمنية في المملكة لاحتواء التهديد الإرهابي، مؤكداً أن إشعاعها يمتد لخارج التراب الوطني، بحيث ساهمت كثيراً من الأحيان في تحذير دول جارة من تهديدات إرهابية كانت على وشك أن تخرج لحيز التنفيذ، كما ساعدتها على تفكيك خلايا كانت تتأهب لاستهدافها، معتبراً أن الأهمية التي يحظى بها قطاع السياحة في البلاد، وما يدره عليها من عائدات اقتصادية مهمة، دافع رئيسي للسلطات المغربية لتبني مقاربة أمنية صارمة ضد أي خطر يهدد سمعة المملكة عالمياً، قد يؤدي إلى تقليص عدد الوافدين إليها من السياح، كما حصل بالنسبة لتونس ومصر.
وختم الخبير تحليله بالتحذير من أن حالة العزلة التي باتت تعاني منها داعشً أخيرا بكل من العراق وسوريا (تقدم الجيش العراقي في تحرير مناطق البلاد المسيطر عليها من طرف التنظيم)، قد تدفعه إلى التفكير في القيام بعملية إرهابية “استعراضية” على حد تعبيره، تستهدف المغرب، باعتباره أحد المناطق التي مازالت عصية عليه.