وجهَ المصطفى المريزق، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، رسالة نارية إلى حميد شباط نشرها على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، وذلك في خضم الحرب السياسية والإعلامية التي يشنها حميد شباط الأمين العام لحزب الإستقلال، على حزب الأصالة والمعاصرة.
فيما يلي ننص الرسالة:
السيد حميد شباط
الأمين العام لحزب الاستقلال
تحية إحترام وبعد،
لا يسعدني ولا يفرحني أن أبعث إليكم بهذه الرسالة القصيرة، ورغم ذلك تجدني مضطرا لأقول لكم ما يلي:
لم يسبق لي أن تعرفت عليكم إلا مرة واحدة في حياتي، وكانت المرة الأولى والأخيرة، حين بقينا مع بعضنا أسبوعا كاملا نحضر لرئاسة جهة فاس مكناس، بعد أن سحبت ترشيحي لرئاسة الجهة لصالحكم بتوجيهات من قيادة حزبي.
ومنذ ذلك الحين، حصل في المغرب ما حصل، ووقع ما وقع، وكل منا سار في طريقه وتوجهاته.
واليوم، وبعد ما صرحتم به في حق حزب الأصالة والمعاصرة لأحدى القنوات التلفزية، يشرفني أن أذكركم بما يلي:
إن الحزب الذي تنتمون إليه اليوم، هو الحزب الذي اتهم أجدادنا بالخيانة لأنهم اعتبروا أن استقلال المغرب هو استقلال شكلي، وأن جيش التحرير يجب أن يستمر في معاركه من داخل خنادقه حتى تحرير كل مناطق المغرب المستعمرة.
إن الحزب الذي تنتمون إليه، هو الحزب الذي قام بتصفية قياداتنا المناضلة في جبالة وفي كل شمال المغرب، كما يشهد على ذلك معتقل “دار بريشة” السري الذي شنق وعذب فيه بالحديد والنار عشرات المناضلين من حزب الشورى والاستقلال.
إن الحزب الذي تنتمون إليه، هو الذي حرم أبناء جبالة والريف والشرق والغرب والأطلس والجنوب من الحق في التمدرس وشجع أبناء جلدته على العلم والمعرفة.
إن الحزب الذي تنتمون إليه، هو الحزب الذي أسس تنظيم طلابي خاص به (..) سنة 1962 ضدا على منظمة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب.
إن الحزب الذي تنتمون إليه، كان شاهدا على ما تعرض له أبناء الشعب المغربي من اضطهاد ومتابعات بوليسية واختطافات على يد مجهولين واعتقالات تعسفية ومحاكمات صورية ونفي..ولم يعتقل ولو واحدا (ة) من هذا الحزب طوال سنوات الجمر والرصاص.
إن الحزب الذي تنتمون إليه، كان يتهم الجيل الذي كنت أنتمي إليه بالفوضوية والعدمية والعداء للملكية، و كان يألب السلطة والحكم ضدنا.
إن الحزب الذي تنتمون إليه، دفع جيلا كاملا للهجرة وللمنفى ألقسري والاختياري.
السيد حميد شباط:
اتهمنا حزبكم بالعداء للملكية لعقود عديدة من الزمن، وحينما ودعنا الحقل الطلابي تم اتهامنا بـ”اليسراوية”، وحين غادرنا المغرب نعتنا بالعداء للوطن وللوحدة الترابية، وحينما عانقنا الحرية من جديد وقررنا الاستمرار في النضال من داخل الأحزاب والعمل من داخل المؤسسات، اتهمتمونا وغيركم بمحاولة التقرب من الملكية والانبطاح للدولة والمخزن.
ورغم إيماننا المتأخر بالمسلسل الديمقراطي والانتقال الديمقراطي، ورغم دعمنا للعدالة الانتقالية والمصالحة، ورغم عدم حقدنا على الجلاد وما اقترفه فينا من جراح لم تندمل، ورغم ورغم ..أعتقد – وكما يقول المثل الشعبي- “ارضينا بالهم والهم ما ارضى بنا”..
السيد حميد شباط:
بناء عليه، إن ما صرحتم به في حق الأصالة والمعاصرة من اتهامات مجانية ومن هجمة انتحارية واستئصالية، ومن عنف لفظي وكذب وبهتان، أعتبره يعنيني باعتباري أحد المناضلين بهذا الحزب وعضو من بين أعضاء مكتبه السياسي، وأقول لكم بكل صراحة، أن مثل هذا الكلام يحرضني ويدفعني للتطرف والراديكالية، والرجوع للمواجهة المباشرة معكم كما عرفتمونا سابقا، أو الهروب من جحيمكم وأرض الله واسعة، ومن هناك سنواصل كما تعرفون ذلك.
لقد عانينا من تجاربكم وسياساتكم وحكوماتكم الأمرين ولا زلنا..ونقول لكم بهذه المناسبة:
إن المغرب لكل المغاربة، ومصلحة الوطن تاج فوق رؤوسنا جميعا، وإذا كنتم تريدون الاستفراد ب90 سنة.. فهي لكم، لكن لن تستطيعوا تضليلنا كما ضللتم من سبقنا، لقد ظلمتمونا ظلما تاريخيا أكثر من ظلم فرعون لقومه، والله لا يهدي القوم الظالمين…لنواصل.