أسماء بن العربي تكتب : طحنا يوم طحن محسن

محسن فكري تاجر السمك الذي طحنته شاحنة النفايات بالحسمية عندما كان يحاول استرجاع بضاعته المصادرة…”طحن مو ” كانت كلمة كافية من رجل السلطة لينفذها سائق الشاحنة ويطحن محسن وبضاعته ويطحن كرامتنا جميعا معه.
أن يموت شاب بهذه الطريقة البشعة هي إهانة لنا جميعا، هي إهانة للوطن…الوطن الذي يتفنن في قتل أبنائه في كل مرة بطريقة أبشع من التي قبلها.
لن يبكي على وفاة محسن أمين عام حزب كما كان يبكي في مهرجانته الخطابية اثناء الحملة الانتخابية، بل خرج علينا ببلاغ يقول فيه ” أوجه كافة الأخوة والأخوات أعضاء الحزب ومتعاطفيه إلى عدم الاستجابة بأي شكل من الأشكال لأي احتجاج بخصوص هذا الحادث المأساوي.” لكن ماذا لو كان محسن من شبيبة حزبه؟ هل كان سيستقل الطائرة مثل ما استقلها عندما قتل الشاب الحسناوي المنتمي لمنظمة التجديد الطلابي وكان سيحضر جنازته ويذرف الدموع؟
هل الانتماء لحزب المغرب لا يكفي ونحتاج إلى إقحام الايديولوجيات حتى في الموت؟ أليس زوال الكعبة أهون عند الله من دم انسان؟

الامين العام لحزب اخر لن ينشر صورة محسن كما كان ينشر صور مرشحيه اثناء الحملة الانتخابية رفقة الباعة والمواطنين البسطاء، لن يقطع أحدهم عطلته ليعود من أجل ماحدث، فأغلبهم منشغل بتقسيم حقائب الوزارات والتحالفات البئيسة، لن يستقيل ولن يحاسب مسؤول، سيفتح تحقيق مثل مافتح تحقيق في فاجعة طنطان وفيضانات الجنوب وحرق أمي فتيحة مولاة البغرير لنفسها، بعد أن تمت مصادرة سلعتها هي الأخرى، ولم تنشر نتائج كل هذه التحقيقات. سنناضل على مواقع التواصل أياما معدودات لنريح ضمائرنا، سنغير صورة البروفايلات، وسنسى بعد أن ننشغل بحدث اخر، وننتظر أن يموت محسن اخر بطريقة أبشع لنندد ونتضامن.
إذا أغلق ملف محسن مثل ما أغلقت عدة تحقيقات قبل دون محاسبة، سنطحن جميعا، بالأمس مي فتيحة واليوم محسن وغدا قد أكون أنا أو أنت.
من حقنا أن نحيى في وطن يحترمنا، وطن يضمن ولو “بعض” حقوقنا، وطن كل مواطنيه من نفس الدرجة، وطن “لايطحن امنا” بل يقول “طحن مو” للفساد والخروقات القانونية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة