لم يمنع الحادث المأساوي الذي شهدته مدينة الحسيمة عندما طحنت شاحنة أزبال بائع سمك كادح، كلا من رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، وعزيز أخنوش، الأمين العام الجديد لحزب التجمع الوطني للأحرار، من اللقاء زوال اليوم الأحد بمقر حزب العدالة والتنمية، لإجراء مشاورات تشكيل التحالف الحكومي.
ورغم أن الطرفين معنيان بالحادث بشكل مباشر: فابن كيران رئيس للحكومة، وأخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري في حكومة تصريف الأعمال، لم يلتحق أي منهما بالحسيمة أو بكى فقيدها.
كل هذا لم يشفع لمحسن فكري والتقى المسؤولان في ما يشبه « عرس الديب » : شعب يرثي ضحيته ونخبة سياسية توزع الغنيمة الانتخابية.
وكان ابن كيران قد وجه رسالة الى أعضاء حزبه ومتعاطفيه إلى « عدم الاستجابة بأي شكل من الأشكال لأي احتجاج بخصوص هذا الحادث المأساوي”.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الداخلية أنه على إثر الحادث المؤلم الذي ذهب ضحيته، ليلة يوم الجمعة 28 أكتوبر 2016، المسمى قيد حياته محسن فكري، أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعليماته السامية لوزير الداخلية للتوجه يومه الأحد 30 أكتوبر 2016 لمدينة الحسيمة لتقديم تعازي ومواساة جلالته إلى عائلة المرحوم.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ، أن وزير الداخلية أبلغ عائلة الفقيد التعليمات الملكية السامية لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته.
دعى نشطاء مغاربة بموقع التواصل الإجتماعي فايسبوك إلى تنظيم وقفات إحتجاجية مساء اليوم الأحد، بمختلف المدن المغربية، ضد مقتل “محسن فكري” تاجر السمك بمدينة الحسيمة.
وأطلق رواد فايسبوك حملة في مختلف المدن واختاروا تنظيم الوقفة إنطلاقا من الساعة السادسة مساء للوقوف ضد ما أسموه “الحكرة”، وكذا لمحاسبة المسؤولين عن مقتل التاجر الريفي، ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، كما أطلقت هاشتاغ “#طحن_مو” في مختلف تعليقاتها والتي غزت فضاء التواصل الإفتراضي، استعدادا إلى نقلها لأرض الواقع في مختلف ساحات المدن المغربية.
وانطلقت شرارات الغضب من مدينة الحسيمة مباشرة بعد وفاة فكري، في انتظار ما ستكشف عنه الساعات القليلة من تضامن بين المغاربة ضد هذا الحدث المأساوي.