اعتبر عثمان ملين، نجم “العيطة” الذي أثار جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب “فيديو” يطلب فيه 7 ملايين سنتيم لإحياء حفل، أنه لا يملك الصوت ولا يغني من أجل أن يطرب الجمهور، بل من أجل متعته الشخصية فقط. وقال ملين، في الحوار الذي أجرته معه “الصباح”، ردا على من يقول إنه متطفل على المجال الفني، إنه لا يرغب في أن يكون منتميا إلى هذا الوسط، كما أنه لا حاجة له ببطاقة الفنان أو بالاعتراف به. في ما يلي تفاصيل الحوار:
تشتغل في المجال الفني منذ سنوات، لكنك أصبحت حديث العام والخاص منذ أسابيع فقط، بفضل “فيديو” انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وأثار ال”buzz”. هل كان الأمر مقصودا أم هي مجرد صدفة؟
لم أكن وراء ال “buzz” الذي أثير في مواقع التواصل الاجتماعي، بل “الفيديو” الذي انتشر هو الذي كان وراء ذلك. بعده بدأت الاتصالات… “الناس اللي حطات الفيديو هيا اللي دارت الbuzz ماشي أنا”.
البعض اعتبر أن تقاضيك 7 ملايين سنتيم، مثلما جاء في “الفيديو”، مقابل حفل، مبلغا مبالغا فيه، خاصة أن اسمك غير معروف. كيف ترد؟
أقطن في الرباط. ومن المفروض أن أنتقل إلى أكادير من أجل إحياء الحفل الذي أثار الجدل. لدي مصاريف كثيرة و”لفلوس ما كا نديرهاش كلها فجيبي”. يشتغل معي موسيقيون يتقاضون أجورا ولدي “صونو” ومصاريف النقل و الكثير من الأشياء الأخرى… ومعروف أن الفنان حين ينتقل من مدينة إلى أخرى يطلب أجرا أكبر… وهي مسألة طبيعية جاري بها العمل في جميع المجالات. الثمن الذي تدفعه لسيارة الأجرة مثلا، مقابل نقلك إلى مكان ما، يختلف حسب المسافة، و”الطاكسي ديال وسط المدينة ماشي هوا الطاكسي من الرباط لكازا”… من انتقدوني لم يفعلوا ذلك لأن اسمي غير معروف، بل لأنهم لم يعتادوا مثل هذه المبالغ “الخيالية” بالنسبة إليهم. “جاتهم 7 ديال المليون بحال 7 دالمليار”.
ما هو الحد الأدنى للأجر الذي يشتغل به ملين؟
ليس هناك مبلغ قار، لكنه يتغير حسب كل مناسبة. هناك من يتقاضى أكثر مني رغم أنه أقل مني فنيا وهناك من يفوقني خبرة وفنا ويطلب أقل من 7 ملايين سنتيم. أنا لا أفرض شيئا على أحد. أطالب بما أعتبره من حقي. “ما كا نمشي عند حد، هوما اللي كا يجيو عندي”. أطلب المبلغ الذي أعتبره جديرا بي وهي مسألة طبيعية. “بحال ملي كا تبغي تشري من عند مول البيسري كا يقول ليك ها الثمن ديال البطاطا اللي عندي… هزها ولا حطها”.
ما ردك على من انتقد صوتك وقال إنك لا تملك القدرات الصوتية من أجل أداء “العيطة”؟
أحترم هذا الرأي. وأقولها بنفسي “أنا ما عندي صوت”، ولا أغني من أجل أن أطرب الناس. أجد متعتي في الغناء، ولذلك أغني.
وماذا عن الذين قالوا إنك شوهت “العيطة” وأسأت إلى روادها مثل فاطنة بنت الحسين والحامونية؟
لكل شخص نظرته إلى الأشياء.
هل تعتبر أنك تؤدي “العيطة” كما يجب، ب”قواعدها” و”ميازنها”؟
طبعا أؤدي “العيطة” ب”قواعدها” و”ميازنها” و”طعارجها” و”كلشي ديالها”. قد يرى البعض أنني أشوهها. وبالنسبة إلى البعض الآخر، فأنا أضيف إليها، رغم أنني لا أعتبر أنني أضيف شيئا. “العيطة” تراث جميعنا يغنيه بالشكل الذي وجدناه عليه. هناك من يحكم عليك من خلال مقطع “فيديو” صغير، “ما كا نغنيش فيه تا العيطة”. كل من انتقدني لم يسمعني أؤدي “العيطة” أصلا.
انتقلت من الهندسة إلى الغناء. هل لأنك وجدت المجال الفني مربحا أكثر؟
جميع المهن مربحة، يجب فقط على الواحد منا أن يعرف كيف يدبر أموره. التسيير الجيد للمسار المهني مهم جدا.
أريد أن أشدد على مسألة مهمة، وهي أنني لست فنانا. أغني لأنني أجد متعتي في ذلك. أجد متعة كبيرة في حمل “الميكرو”. وحين تذهب هذه المتعة سأتوقف. لست فنانا ولا أريد من أحد أن يعتبرني منتميا إلى الميدان الفني. “آ سيدي حيدو ليا سميتي من المجال الفني ماشي مشكل. أنا خاويه ليكم”. هل يمكن مثلا منع أحد يهوى كرة القدم، من ممارسة هوايته، فقط لأنه لا يلعب مثل ميسي أو رونالدو؟؟؟؟ “اللي بغا يلعب يلعب، وأنا ما كا نغنيش باش نعجب… هادشي اللي الناس ما بغاتش تفهمو”. “إيلا عجبتهوم فضل ويلا ما عجبتوهمش تا هوا فضل”. لن أخسر شيئا إذا لم أعجب فلانا أو علانا. لن ينقص ذلك في الأمر شيئا ولن يمنعني ذلك من ممارسة هوايتي ومتعتي.
تحدثت عنك الداودية في “فيديو” انتشر على “فيسبوك”، وقالت “ماشي اللي هز بندير” راه فنان؟ ما تعليقك، هذا في حال لم يكن “الفيديو” مقتطعا من سياقه؟
“الفيديو” ليس مقتطعا وهي فعلا تحدثت عني وكانت تقصدني بكلامها. وأنا أتفق معها في أنني لست فنانا. أمارس هوايتي فقط. أحترم رأيها باعتبارها فنانة أو معجبة أو كيفما كان الحال… بالمقابل، هي فنانة والدليل أن لديها شعبية كبيرة وفنانة في جميع الميادين وتغني كل شيء “ماشي فحالي أنا كان غني فقط العيطة”.
قالوا عنك إنك ظاهرة. هل تعتبر نفسك فعلا كذلك؟
لا. ربما يقولون ذلك لأنني صغير السن وأرتدي هنداما عصريا في الوقت الذي التصقت صورة مغايرة في أذهان الناس عن مغني “العيطة”، رغم أنهم في الأصل بدؤوا في سن الشباب أيضا وليس حين بلغوا خمسين سنة. لا يمكنني أن أغير لباسي وليس لدي استعداد لذلك. “الوقت تبدلات”.
شبهوك بالشيخة “تسونامي” ومنهم من قال إنك تفوقت عليها. ما تعليقك على الأمر؟
ربما هناك تشابه على مستوى الجدل الذي أثاره ظهورنا الفني. لكن، فنيا، لا أشبه “تسونامي” بتاتا. إنها فنانة أقدم مني في المجال، و”حافظة عليا” وفنانة كبيرة لها شعبيتها التي تفوق شعبيتي بكثير.
معروف عنك أنك تشتغل في صمت دون حاجة إلى إعلام أو تلفزيون أو دعاية، عكس باقي الفنانين. لماذا؟
لا أغني من أجل أي هدف. أغني من أجل متعتي الشخصية كما سبق وقلت. متعتي الأخرى أن يعجب الناس بما أقدمه لهم. لا أريد أن أطلق أغنية أو ألبوما ولا أريد أن أكون منتميا إلى الوسط الفني ولا حاجة لي ببطاقة الفنان… “كا نمشي نغني وندخل في حالاتي”… فقط لا غير. الأمور تتوقف عند هذا الحد. لا أسعى إلى تطوير مساري الفني أو شيء من هذا القبيل، وليست لي أي خطة عمل كي أصبح مشهورا أو ما شابه.
هل لأنك “قاضي غرض” مثلما نقول، وتشتغل في السهرات الخاصة ولدى علية القوم، لذلك فلا حاجة لك إلى صحافة أو تلفزيون؟
طبعا”قاضي غرض”. أمارس هوايتي سواء واكبتني الصحافة والتلفزيون أم لم تواكب… لن يزيدني الأمر أو ينقصني شيئا. المهم بالنسبة إلي هو الغناء، سواء لدى علية القوم مثلما قلت أو خارج المغرب…
قلت إنك تغني من أجل متعة شخصية. ماذا عن “الفلوس”؟
“الفلوس عندي… ما بغيتهاش… أنا نعطي الفلوس غير يعطيوني التيساع”.
من مثلك الأعلى في المجال؟
الحاجة حليمة.
لماذا هي بالذات؟
لله في خلقه شؤون. منذ أول يوم شاهدتها فيه أعجبت ب”الستيل ديالها”.
عن جريدة الصباح – أجرت الحوار: نورا الفواري
https://www.youtube.com/watch?v=bCxDMJ336B0&t=285s