أكد مدير مرصد التهديدات الإرهابية والحركات الراديكالية والأخطار الإجرامية وعلم المخاطر، عبد اللطيف حيدرة، أن الخطاب الملكي بمناسبة تخليد ذكرى المسيرة الخضراء، سينبه أولئك الذين ما زالوا يجدون صعوبة في استيعاب المخاطر التي تطرحها “الجمهورية الصحراوية” المزعومة على السلم والأمن بالقارة.
وقال حيدرة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الخطاب الملكي “سينبه إفريقيا والأفارقة الذين ما زال بعضهم يجد صعوبة في استيعاب العمق الإفريقي للمغرب، ولاسيما المخاطر التي تطرحها الجمهورية الصحراوية المزعومة على السلم والأمن بالقارة”.
وأضاف مدير المرصد الذي يوجد مقره بدكار، إنه يتعين على إفريقيا أن تطرح على نفسها سؤال شرعية ومشروعية حضور “الجمهورية الصحراوية” المزعومة عل مستوى الاتحاد الإفريقي، مؤكدا أنه من الصعب تصور “أن تتوفر دولة لا إقليم لها ولا تمارس أية سيادة ولا تتوفر على أي موارد، و يتم تعيين قادتها وإيوائهم وتأدية رواتبهم في بلد جار، على مقعد بالاتحاد الإفريقي”. وتابع السيد حيدرة أنه “سواء أقررنا بذلك أم لم نقر، فإن إشكالية الاعتراف بدولة وفق مقتضيات القانون الدولي تطرح في هذه الحالة، لأن المشروعية لا تحدث من فراغ ولا يتم فرضها”.
وقال “أنا شخصيا، قدمت، بطلب مني، عريضة للأمم المتحدة بنيويورك قبل شهر من اليوم، تتعلق بهذا الخطر وبضرورة تحيين المساعي الأممية للإشراف على عمليات تقرير مصير مثيرة للأزمات أو الجرائم”، مضيفا أن غياب الأمن والاستقرار يفرضان نفسيهما كعناصر بنيوية في العالم الجديد.
وأوضح أنه “ولهذا السبب أنوه بحصافة الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي اقترح تعليق عضوية “الجمهورية الصحراوية” المزعومة على مستوى هيئات الاتحاد الإفريقي”. وأبرز مدير مرصد التهديدات الإرهابية والحركات الراديكالية والأخطار الإجرامية وعلم المخاطر، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس متشبث بالقارة الإفريقية، و”كما قال ذلك الرئيس ماكي سال، فإن جلالة الملك ينزل رؤية لما يجب أن تكون عليه إفريقيا مستقبلا، إفريقيا مندمجة ومتطورة”.
وأشار حيدرة من جهة أخرى إلى أن توجيه الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء من دكار، يشكل سابقة في التاريخ المغربي. وأوضح أن “هذا الخطاب، في واقع الأمر، هو إثر وطني يخلد حدثا مكتوبا بحروف من ذهب في تاريخ المغرب”، معتبرا أن هذا الاختيار الذي وقع على دكار يشهد على عمق العلاقات الأخوية والدبلوماسية التي تجمع المغرب بالسنغال، ويؤكد مجددا التقدير والاعتبار الذي يسود العلاقات بين البلدين.
وقال “صحيح أن جلالة الملك خاطب شعبه من دكار، لكنه وسع خطابه ليشمل إفريقيا والأفارقة، ليؤكد لهم تشبث جلالته الراسخ بالجذور الإفريقية للمملكة المغربية”. وخلص السيد حيدرة إلى أن هذا الانفتاح يأتي في وقته في سياق عودة المغرب لمكانه الطبيعي في الاتحاد الإفريقي، وحالات اليأس التي تعرفها “جمهورية وهمية” مصطنعة.