إبنة العماري ترد على المعتدين عليها بفرنسا

تعرضت سها العماري، نجلة الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري لاعتداء من طرف مجهولين خلال تغطيتها لإحدى الوقفات الإحتجاجية بفرنسا تضامنا مع موت محسن فكري، بائع السمك بمدينة الحسيمة.
وكتبت “الضحية” عبر صفحتها الخاصة بالفايسبوك تفاصيل الإعتداء التي تعرضت له، إذ ذكرت أنها كانت بصدد تغطية وقفة تضامنية مع محسن فكري بإحدى ساحات مدينة باريس الفرنسية، باعتبارها صحفية متدربة بجريدة “لوموند” الذائعة الصيت، وتحدثت عن عدم تقبلها لما وقع لها من قبل “أشباه المناضلين”، على حد قولها، وكتبت:” كثيرا ما نتحدث عن القمع والسلطوية في الأنظمة الديكتاتورية، لكننا قليلا ما نسلط الضوء عن القمع الذي يمارسه بعض أشباه المناضلين الذين منحوا لأنفسهم حقا لا يمتلكونه وأعطو لأنفسهم إسما لا يستحقونه”.
وأردفت سها “أنها حزنت حينما أهينت من قبل دعاة الكرامة وتنعيفها من طرف المطالبي بحقوق الإنسان وقمعها من المتطلعين إلى حرية التعبير، وبكت أيضا على روح النضال حينما تحول من يعتبر نفسه مقموعا إلى قامع، فأعجب بدوره هذا وازداد تسلطا على فتاة جاءت لتوصل صوته وتوثق لنضاله”، مؤكدة “أن هؤلاء الأشخاص اتهموها ظلما وأصدروا ضدها حكما سريعا وحاولوا اجبارها على مغادرة مكان عمومي، وهم نفس الأشخاص الذين ينددون بفساد القضاء وعدم توفر شروط المحاكمة العادلة، هم نفس الأشخاص الذين كانو يتوددون إلى من سموه اليوم عميل الجلاد والذي كان أيضا ضحية سنوات الرصاص، ولكنه اختار المصالحة مع الماضي لبناء المستقبل. اتهموا فتاة تحمل اسمه ودمه بكل فخر واعتزاز، ولأنها تحمل كذلك مبادئه وقوته وانسانيته، قاومت قامعيها ولم تواجههم بأساليبهم السلطوية، بل اختارت الكتابة لعلها تفضح ما كانوا يسترون”.
وأضافت “مات محسن فكري وأحيى معه روح المطالبين برفع الحكرة، وأخرجنا نحن المغاربة إلى الشارع داخل و خارج المغرب، حاملين في قلوبنا حب الوطن وحب الحياة، ولن نسمح أن تهان كرامتنا من أي كان، وبذلك أقول لهؤلاء المتطفلين على النضال، أن احتجاجنا يعنيهم ولن يشرفنا وجود أمثالهم في صفوفنا”.
وذكرت ابنة العامري المعتدين عليها أن النضال “لم يكن يوما ملكا خاصا حتى يمنحوا لأنفسهم الحق في طرد من جاء ليعارضهم، وتساءلت أيضا عن أسباب الإعتداء عليها رغم أنها جاءت للوقفة لتقاسم المحتجين لحظات غضبهم بسبب موت تاجر السمك الريفي، حيث قالت: ” فكيف لكم أن تتعدو على طالبة جاءت لتقاسمكم غضبكم ؟ كيف لكم أن تتهمون وتهينون وتعنفون مواطنة ذنبها الوحيد أنها تحمل نسبا وعرقا ؟”.
وزادت “لا أعرف من أي مدرسة أنتم قادمون ومن أي فكر تتغدون، لكن إن كنتم حداثيون، فاعلموا أن الحداثة تتبرأ منكم، لأنها تتغدى من الحرية ولا تفرق بين الأفراد ، إن كنتم شيوعيون، فأدركو أن مسيرة ماو لم تطرد أحدا، إن كنتم ليبيراليون فاعلمو أن حتى الابناك والشركات والمعامل الأمريكية، ليس لها حق الطرد إن كان تعسفيا، أما إن كنتم من محبي تلاثينيات ألمانيا، فهنيئا لأدولف بكم، وأخبركم أن حائط برلين قد سقط، فما انتم فاعلون …وما لي إلا أن أدعو لكم بالهداية والشفاء من وباء الحقد والعنف والكراهية”.
وقالت سها إن هذا الحدث “زادها حبا لانها ربيت على حب من اختلفت معه والدفاع عنه ازداد حبا للذي رباها وعلمها، أن المجتمعات تبنى بالحب و الحوار وليس الإقصاء لمن وفر لي بيئة سليمة”
وفي آخر منشورها ختمت بجملة تظهر تشبتها بأصلها حيث كتبت: “نجلة أبي دائماً وأبداً “.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة