الشرطة بالبيضاء ترفض تسجيل شكاية بمحاولة اغتيال مسيحي مغربي

أفاد مصدر مقرب من الناشط في مجال حقوق الأقليات المسيحي المغربي محمد سعيد، الذي تعرض لمحاولة اغتيال، ليلة الجمعة الماضية، أن الشرطة في أناسي في سيدي مومن بالدار البيضاء، رفضت تسجيل شكاية محاولة اغتيال، صباح الاثنين، وفضلت تدوين عبارات الاعتداء أو الضرب والجرح أو التعدي، في محضر الشكاية، وهو ما اعتبره الضحية لا يتوافق مع حجم ما وقع، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر الخميس.

وأشار المصدر إلى أن محمد سعيد طالب الشرطة باستدعاء الشهود الذين عاينوا واقعة محاولة الاغتيال، والاستعانة بكاميرات مبثوثة في عين المكان قرب العمارة التي يقطن فيها للتعرف على المعتدين، الذين حاولوا اغتياله، موضحا أنه لم يتعرض للضرب والجرح، ولم يتلق تهديدات من قبل لتسجيل شكاية في هذا الصدد، ولكن تعرض لمحاولة اغتيال حين باغته شخص بسيف، وهو بصدد فتح باب العمارة، قبل أن يفر إلى الداخل ويغلق الباب على يد المهاجم.

وأضاف المصدر أن محمد سعيد تقدم بشكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، لتتحرك الشرطة إلى مكان الحادث من أجل جمع معلومات عن الواقعة، ساعة بعد وضعه الشكاية بالمحكمة، كما اتصل به العميد المكلف بالموضوع هاتفيا، مساء اليوم نفسه (الاثنين).

وجدير بالإشارة إلى أن الناشط المسيحي المغربي محمد سعيد تعرض لمحاولة الاغتيال، ليلة الجمعة الماضية، من طرف شخص مجهول، كان يحمل سيفا، ويتربص به قرب مقر سكناه بشارع محمد زفزاف، في حي النسيم في سيدي مومن بالدار البيضاء.

وأشار المصدر إلى أن سيارة سوداء اللون كانت متوقفة قرب العمارة التي يقطن فيها المسيحي المغربي، محمد سعيد، الباحث في مقارنة الأديان، والعضو في مركز دراسات، خرج منها شخص يحمل سيفا، بمجرد وصول محمد سعيد إلى باب العمارة حيث كان بصدد فتح الباب، ونجح في الإفلات من المتربص، الذي ظل يدفع الباب، لاقتحام العمارة وتصفية المسيحي، الذي استنجد بالسكان، حيث تابع بعضهم الحدث، كما تابعه الحارس الليلي.

ولم يستسغ المعتدي إفلات محمد سعيد منه، وعدم تصفيته، بل لوح بمعاودة الكرة، لتصفيته، حيث قال وهو يغادر المكان نحو السيارة التي كان ينتظره بها شركاؤه، مهددا “والله لا بقات فيك”.

ولم يستبعد المصدر أن يكون منفد الهجوم، ومن كانوا معه، من حركة سلفية، خططت لتصفية الناشط المسيحي محمد سعيد، الذي ينشر مقالات حول المسيحيين المغاربة.

ولم يستبعد المصدر أن تقع اعتداءات على مغاربة معتنقين للديانة المسيحية، في الأيام المقبلة، خاصة أن المسيحيين المغاربة قرروا الخروج إلى العلن، والاحتفال بالقداس، في الـ25 من دجنبر المقبل في الدار البيضاء.

وأوضحت المصادر أن المسيحيين المغاربة لم يعودوا يتقبلون ممارسة شعائرهم الدينية في سرية، مضيفة أنهم قرروا الخروج إلى العلن، ولن يثنيهم عن ذلك أي شيء.

وأشارت المصادر إلى أن لجنة كلفت بالاستعداد للقداس، الذي من المقرر أن ينظم هذه السنة في فندق، لتفادي أي مشاكل، على أساس تنظيم القداس في السنوات المقبلة في الكنائس.

يذكر أن المسيحيين المغاربة يخفون اعتناقهم المسيحية خوفا من السجن، حيث يعاقب القانون “المرتدين” عن الدين الإسلامي، إضافة إلى الخوف من المتطرفين الذين قد ينفدون فتاوى بهدر دم “المرتد”.

ورغم أن الدستور ينص على حرية العقيدة والدين، طبقا للمادة الثالثة من الدستور، إلا أن المسيحيين المغاربة قد يواجهون مشاكل قانونية قد تصل إلى الاعتقال، حيث يحظر القانون الجنائي التحول إلى ديانات أخرى غير الإسلام.

وأشار مصدر مطلع إلى أن عدد المسيحيين المغاربة يتجاوز 150 ألف نسمة، فيما يبلغ عدد المسيحيين في المغرب حوالي 1.1 في المائة من عدد السكان، أي حوالي 380 ألف نسمة، طبقا لتقديرات عام 2009.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة