ماء العينين تسيء للمغرب

استغرب بعض الذين حضروا أشغال المؤتمر 39 للإتحاد البرلماني الإفريقي، من التصريحات التي أدلت بها البرلمانية ماء العينين بخصوص فعاليات المؤتمر الذي احتضنه البرلمان المغربي بمجلسيه.
وكشفت مصادر حضرت هذا الحدث الهام، أن ماء العينين كانت تتربص طلية أشغال المؤتمر لتصيد الأخطاء الممكنة، وبعد أن أطربت مداخلات كل الوفود مسامعها بإشادات عالية لمستوى التنظيم والتسيير والنقاش الهادف والمثمر، وما خلفه من أصداء الاستقبالات والمحادثات الرفيعة المستوى التي أجراها رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، مع رؤساء البرلمانات الإفريقية المشاركة في هذه التظاهرة، لم تجد البرلمانية ماء العينين بدا من اختلاق وتوهم للأحداث جعلها تحور كلام رئيس مجلس المستشارين، من خلال إدعاءات لا أساس لها من الصحة.
والحقيقة أن رئيس مجلس المستشارين، الذي أشرف على ترأس أشغال المؤتمر، أكد في كل مداخلاته على جسامة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، والتي عكسها جدول أعمال المؤتمر، ومشيرا غير ما مرة إلى الأسباب التاريخية والمخططات الراهنة التي تسعى إلى تمزيق المجتمع الإفريقي، ونهب خيراته وثرواته، محاولا في ختام الجلسة بعث رسالة إلى الشعب الأمريكي مفادها أن ممثلي الشعوب الإفريقية، وهم يستحضرون هذه الآلام والمآسي، فإن لهم ما يكفي من الأخلاق والنباهة السياسية ليهنؤوا الشعب الأمريكي على نجاح الانتخابات الرئاسية. وهو الملتمس الذي عبرت بعض الوفود على أنه بالرغم من نبل وعمق مضمونه، إلا أنها غير مستعدة لبعث أي رسالة للرئيس الأمريكي المنتخب.
وتساءل المتتبعون للشأن البرلماني عن سر حضور ماء العينين لأشغال هذا الحدث، فإذا كانت السيدة متشبثة بالأخلاق السياسية كان عليها أن تجلس في غير المكان المخصص للوفد المغربي وأن تضربها بـ”سكتة” لأن الأمر لا يحتمل نهائيا التمطيط، ذلك أن النائبة ماء العينين، التي أعيد انتخابها فعلا في مجلس النواب على غرار رئيس المجلس راشيد الطالبي العلمي، رئيس الاتحاد البرلماني الإفريقي، الذي اختار عن وعي عدم إقحام المؤتمر في متاهات مسطرية قد تزيحه عن الأهداف المرسومة له.
فالبرلمانية لا تغرد خارج السرب فقط، لكنها تنعق نعيقا يصم الآذان ولا يحدث إلا ضجيجا عابرا، وسيفهم المتتبعون للشأن البرلماني أن هؤلاء لا يتقنون إلا لغة “إنا عكسنا”.
هذا جزاء من أنقد ماء وجه المغرب، وأخذ على عاتقه تنظيم ورئاسة المؤتمر في ظرف يحتاج شحذ الهمم، دعما لإرادة صاحب الجلالة لإعادة تأكيد الانتماء الإفريقي القوي للمملكة المغربية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة