رغم تأكيد زعماء أحزاب الاغلبية المشكلة للتحالف الحكومي في كل مرة يجتمعون فيها على تماسك تحالفاتهم وتوسعتها لتشمل الغرف المهنية والمجالس الجماعية والجهوية، إلا أن نتائج الغرف حملت مؤشرات على تصدع هذه التحالفات بسبب تفضيل بعض أقطاب الاغلبية التحالف مع أحزاب من المعارضة.
وظهرت تحركات كثيرة تسير قي اتجاه عقد تحالفات بين مكونات من الاغلبية وبالاساس التجمع الوطني للاحرار والحركة الشعبية وأحزاب من المعارضة خاصة حزبي الاصالة والمعاصرة والاستقلال وذلك على مستوى تشكيل الغرف المهنية واقتسام حصص المرور الى مجلس المستشارين.
هذا المنحى هو ما جعل حزب العدالة والتنمية في وضع سياسي محرج للغاية خاصة أنه لم يحصل على نتائج جيدة في الانتخابات المهنية تجعله في موقع قوة وقادر على الحفاظ على تماسك أغلبيته الحكومية.
وأظهرت ردود الفعل الغاضبة والمتشنجة لدى قيادات الحزب الاسلامي من القراءات التحليلية لنتائج الانتخابات المهنية التي تؤكد تراجع العدالة والتنمية وأنها تؤشر على ما ستكون عليه الاستحقاقات الانتخابية المحلية والجهوية المقبلة او تلك التي تحدثت عن تصويت عقابي لحزب المصباح، حالة التوتر السياسي والنفسي الذي يعيشه إخوان بنكيران.
ومحاولة منه لاستدراك تفتيت اغلبيته، جمع بنكيران على عجل يوم الخميس الأمناء العامين للأحزاب السياسية المشكلة للأغلبية في إطار رئاسة تحالف الأغلبية الحكومية، لحثها على إعطاء الأولوية للتحالفات للأغلبية فيما يخص تشكيل مجالس الغرف المهنية.
وجرى خلال هذا الاجتماع الاتفاق على مواصلة التنسيق على المستوى الجهوي لتدبير نتائج انتخابات الغرف المهنية في إطار الأغلبية، على أن تجتمع هيئة رئاسة التحالف في موعد لاحق لحسم الحالات التي قد تتطلب تدخلها.
كما دعا زعماء أحزاب الأغلبية، في بلاغ صدر عقب اجتماع هيئة رئاسة تحالف الأغلبية الحكومية، إلى تعزيز النفس الإيجابي في التعامل مع مختلف الاستحقاقات الانتخابية بما يضمن الانخراط الفاعل للمواطنين في مسلسل البناء الديمقراطي لمؤسساتنا المنتخبة.
وتعرف لجنة التنسيق المشتركة التي سبق لرئاسة تحالف الأغلبية إعلان تشكيل فريق عمل لها، لبلورة مقاربة جماعية للانتخابات المقبلة، جمودا لكونها لم تعقد اي اجتماع لها وهو ما يؤشر على أن التحالفات بين أحزاب الأغلبية خلال الانتخابات المقبلة الجماعية والجهوية ستكون هشة.