استنفرت مختلف الأجهزة الأمنية عناصرها، صباح أمس الاثنين، بعد أن نجح، مرة أخرى، أعضاء مجموعة صوت الضرير للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بوجدة، في اقتحام مكتب رئيس مجلس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة واحتلاله، بعد أن أحكموا إغلاق بابه وهددوا بالانتحار بإلقاء أنفسهم من النوافذ بعد أن جلسوا فوق شرفاتها المطلة على الشارع الرئيسي المؤدي إلى طريق مراكش، أمام حشد من المواطنين الذين كانوا يتابعون ما يجري باستغراب وهلع من الحديقة المقابلة لمقر الجماعة.
ووفق “المساء” في عددها الصادر الأربعاء فقد رفع المكفوفون المحتجون شعارات تطالب بالتوظيف المباشر وحقهم المشروع في الشغل والاستفادة من الوظائف المخصصة للجماعة بناء على القانون الذي يمنح لهذه الفئة 07 في المائة من هذه المناصب.
والتحق عدد من المعطلين المحسوبين على الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب بمقر الجماعة لمؤازرة زملائهم المكفوفين، حيث احتشدوا أمام الباب المغلق لمكتب الرئيس، خاصة أن مطلب الطرفين موحد إذ يتمثل في الحصول على منصب شغل يضمن لهم سبل العيش الكريم .
ويأتي هذا الحادث أسبوعا بعد قيام نفس المجموعة باقتحام مكتب رئيس الجماعة الحضرية بوجدة وديوانه، وتكسير الأبواب الزجاجية، ورش محيط المكاتب بمادة البنزين، واعتصموا داخله وهددوا بحرق ذواتهم احتجاجا على سياسة الأذن الصماء وعدم الاستجابة لمطلبهم المتمثل في الإدماج الفوري بالوظيفة العمومية.
الوضع استنفر عناصر قوات الأمن ورجال الوقاية المدنية الذين طوقوا البناية تحسبا لأي طارئ أو سلوك غير محسوب العواقب، قبل تدخل المسؤولين المحليين في حوار مع المعتصمين وعلى رأسهم باشا المدينة ومبعوثين من مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي بوجدة، وحاولوا إقناع المكفوفين المعطلين بالعدول عن فكرتهم، وحثهم على نهج أسلوب الحكمة والتبصر والحوار، لكن دون جدوى، إلى أن تدخل رئيس المجلس العلمي بنفسه وأقنعهم بفكّ الاعتصام.
في السياق ذاته، احتل معطلون سطح مقر باشوية إمنتانوت، مهددين بالانتحار في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في التوظيف المباشر، ولم يفتهم التنديد بالقمع الذي تعرضوا له، في وقت سابق، من قبل أفراد من القوات المساعدة.