تقرير أسود وراء إعفاء الملك لسفير المغرب بمدغشقر

قال مصدر مصدر مطلع، فضل عدم الكشف عن هويته، إن الملك محمد السادس قد يكون اُحيط علما بما وصف بـ”تقرير أسود”، حول سلوكات وتصرفات محمد عمار، سفير المغرب السابق في مدغشقر، ما عجل بإعفائه، وإيفاد لجنة تفتيش في ملفات مرحلة توليه السفارة، خاصة تلك المتعلقة بأوجه صرف مساعدات إنسانية، كان قد أمر الملك بإرسالها إلى الشعب الملغاشي، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر اليوم الأربعاء.

وأكد مصدرنا أن الملك محمد السادس، الذي له عطف خاص على الشعب الملغاشي، كان دائما يوجه تعليمات صارمة إلى المصالح الدبلوماسية والمصالح ذات الصلة، بتقديم كل الدعم لدولة مدغشقر، حكومة وشعبا، “وهو ما ترجمته الزيارة الملكية الجارية لهذا البلد الإفريقي الشقيق”، يوضح مصدر الجريدة.

وتوقع المصدر نفسه، أن المعلومات المتوفرة، ترجح بقوة، دخول مصالح البحث القضائي، على خط الافتحاص والتدقيق الذي باشرته، أمس الثلاثاء، لجنة تفتيش من وزارتي الخارجية والمالية، في ملفات السفير السابق بمدغشقر.

وأوفدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أول أمس الاثنين، بعثة للتفتيش، إلى سفارة المغرب بأنتاناناريفو في أعقاب معلومات جرى استقاؤها من مصادر “متقاطعة”، حول سلوكات السفير السابق في مدغشقر.

وأوضح بلاغ للوزارة، أن قرار إيفاد هذه البعثة، التي تضم أيضا عناصر من المفتشية العامة لوزارة المالية “يأتي في أعقاب معلومات جرى استقاؤها من مصادر متقاطعة، تفيد أن السفير السابق في مدغشقر قد يكون قام، على الخصوص، باختلاسات مالية، بمناسبة تنظيم عمليات إنسانية لفائدة الشعب الملغاشي”.

وأضاف البلاغ، أن السفير السابق قد يكون قام أيضا، “بأعمال تتعلق بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، في خرق للقواعد الدبلوماسية، وفي تعارض مع التقاليد الدبلوماسية المغربية المترسخة”.

وأفاد المصدر ذاته أن السفير السابق للمغرب في مدغشقر قد يكون قام “بسلوكات تمييزية تجاه الطوائف غير المسلمة في البلاد، دون احترام للتنوع العرقي والديني لمدغشقر، ولا لقيم الانفتاح والتسامح التي تدعو لها الديانة الإسلامية ويكرسها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

جدير بالذكر، أن محمد عمار، سفير المغرب بمدغشقر المعفى من مهامه، كانت قد انتهت مدة انتدابه لهذه المهمة بهذا البلد الإفريقي، الذي قضى به نحو 10 سنوات، العام الماضي، قبل أن يجري إعفاؤه أول أمس في أعقاب تفجير ما سمي بـ”الفساد الدبلوماسي”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة