يراهن رئيس الحكومة المعين عبد الإله ابن كيران، على حزب التجمع الوطني للأحرار لحلحلة ملف تشكيل الحكومة الذي يراوح مكانه منذ تعيينه رئيسا للحكومة في 10 أكتوبر الماضي. ويمتلك رئيس “الأحرار” عزيز أخنوش مفتاح تشكيل الحكومة، على اعتبار أن موقفه من المشاركة، سيحدد على نطاق واسع معالم الائتلاف الحكومي الجديد، وسيُنقذ ابن كيران من المأزق الذي وضع فيه نفسه ما يقرب من شهر ونصف، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر الاثنين.
ولن تكون مهمة ابن كيران، الذي يعتزم إدخال المشاورات في جولة جديدة الأسبوع الجاري، سهلة، على اعتبار أن إحراز أي تقدم في المشاورات رهين بقبول أخنوش تقديم تنازلات، على رأسها التخلي عن إبعاد الاستقلال من التشكيلة الحكومية المقبلة، والتخلي عن حليفه الاتحاد الدستوري. وفي حال حدث تحول في موقف الأحرار، في هذا الاتجاه، فإن ابن كيران سيقترب من تشكيل أغلبيته الحكومية الجديدة، وسيعلن عن مكوناتها قريبا.
ورغم أن قيادة الاتحاد الاشتراكي سارعت الجمعة الماضي إلى تجديد حسن نيتها في المشاورات الحكومية، وحسمت موقف الحزب من المشاركة في حكومة ابن كيران الثانية بعد لقاء الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر برئيس الحكومة المعين، إلا أن ابن كيران لم يعلن عن قراره النهائي بشأن إشراك حزب “الوردة” في تشكيلته الحكومية المرتقبة، عكس ما فعله مع حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية. وينتظر ابن كيران لقاءه المرتقب مع عزيز أخنوش للحسم النهائي في هذه المسألة، والإعلان عن تشكيلته الحكومية الجديدة.
ورغم تأكيده أمام منتخبي حزب العدالة والتنمية، في اجتماع جمعه بهم أول أمس السبت بالرباط ، على أنه أصبح يتوفر الآن على أغلبيته الحكومية المقبلة، بعد تليين قيادة الاتحاد الاشتراكي لموقفها من المشاركة، إلا أن الأمور لم تُحسم بعد، في انتظار لقاء ابن كيران أخنوش.
وكان إدريس لشكر التقى ابن كيران الجمعة الماضي، حيث أعرب له عن “فك” ارتباطه بالأحرار، واستعداده للدخول إلى حكومته المرتقبة. ولعب قياديون متنفذون داخل حزب الوردة دورا أساسيا في التحول المفاجئ الذي طرأ على موقف الاتحاد الاشتراكي، والذي قاد إلى لقاء لشكر بابن كيران، حيث شكلت المخاوف من أن يبقى الاتحاد الاشتراكي خارج التشكيلة الحكومية الجديدة، مُحركا أساسيا لتعبير قيادة الحزب عن استعدادها للمشاركة في الحكومة الجديدة والتخلي عن الشروط التي سبق أن طرحتها على ابن كيران، ومنها الاطلاع على الهندسة الحكومية والبرنامج وتصور رئيس الحكومة المعين.
ووجد رئيس الحكومة المعين نفسه، بعد أزيد من شهر على تعيينه، عاجزا عن تشكيل أغلبيته الحكومية الجديدة. ولم يتمكن ابن كيران من إحداث أي تقدم في المشاورات الحكومية، خاصة بعدما طرحت قيادة الأحرار إبعاد حزب الاستقلال عن تشكيلة الحكومة شرطا للمشاركة في الحكومة، كما أن ربط عدد من الأحزاب مشاركتها في الحكومة بموقف الأحرار صعب من مأمورية رئيس الحكومة المكلف.