قالت الممثلة المغربية فاطمة هراندي المعروفة باسم “راوية” إن مشاركتها في مهمة التحكيم وانتقاء أفضل الأفلام المرشحة للفوز بجوائز المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم في نسخته السادسة عشرة تجربة مختلفة جدا وقيمة مضافة في مسار حياتها الفنية.
وأضافت الفنانة راوية، في حديث خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بحكم هذه المهمة المنوطة بها في لجنة التحكيم أصبحت تنظر للأفلام بعين أخرى غير عين الممثلة وبطريقة جديدة بالنسبة لها تطبعها الدقة والموضوعية لكونها مطالبة بالإدلاء برأي بشأن الإنتاجات السينمائية المتبارية في المسابقة الرسمية للمهرجان ، معتبرة أن هذا ليس بالأمر الهين بتاتا.
وبخصوص عدم مشاركة أفلام مغربية في المسابقة الرسمية لهذه السنة، عزت الفنانة هذا الغياب إلى عدم اكتمال بعض الأعمال السينمائية التي لازالت في مرحلة المونتاج والميكساج، ومن بينها بالخصوص فيلم للمخرج نور الدين الخماري وآخر للعلوي المحارزي، والذي يتناول مواضيع لم يسبق معالجتها او التطرق اليها في المجال السينمائي من قبيل السنوات الصعبة التي مر بها المغرب في سبعينيات القرن الماضي.
وأعربت فاطمة هراندي عن يقينها بأن السينما المغربية، تتطور يوم بعد يوم مؤكدة أن هناك مخرجين في المستوى ومنتجين وممثلين أكفاء والدليل على ذلك، حسب تعبيرها، “صورنا التي تسافر عبر دول أخرى وتحصد جوائز في مهرجانات خارج المغرب، وفي ذلك شرف كبير لنا”.
وعن سبب تجسيدها في مختلف أعمالها الفنية لأدوار فيها عنف وصرامة في الشخصية، حتى أضحى يطلق عليها لقب “لبؤة الشاشة المغربية”، قالت هراندي إن الأمر ربما يعود إلى كون المخرجين يرون في ملامحها الظاهرية الحادة “تقاسيم فظاظة وتعابير قسوة”، مشيرة إلى أن المظاهر الخارجية خداعة، إذ يمكن أن “تحكم على شخص ما من خلال ملامحه أنه فظ غليظ القلب، لكنه يتبين عند معرفته عن كثب أنه في غاية الطيبة، وهذا ما ينطبق علي”.
وأكدت الفنانة فاطمة هراندي انها على استعداد لتشخيص أي دور، غير أدوار الشر والعنف التي اشتهرت بها، “شريطة ألا يكون خليعا” لأن أخلاقياتها ومبادءها تفرض عليها عدم المشاركة في مثل هذا النوع من الأفلام.
وعن أصل اسم “راوية”، التي اشتهرت به في الوسط الفني، أوضحت الممثلة أن اسمها العائلي الذي هو هراندي يتم نطقه بشكل محرف أثناء تقديمها في أي مناسبة فنية أو غيرها، ما يثير استياءها فوحدته في اسم واحد أعجبها هو “راوية” الذي يعني بالنسبة لها أنها تروي “ما تجود به الأقلام، وما يجود به كتاب السيناريوهات”.
وبخصوص مشاريعها الفنية القادمة، كشفت الفنانة راوية أن الجمهور المغربي سيشاهدها قريبا في عمل مسرحي جديد، تتخلله مشاهد سينمائية ، موسوم ب”ضريبة عشق” من تأليف الفنان عبد الحق الزروالي وإخراج عبد الله شاكيري، يتحدث عن ممثلة في مقصورة المسرح تلبس وتضع المكياج لكنها لا تنزل للركح بل تسترجع حياتها وتعرب عن سخطها على المخرجين والمنتجين، فضلا عن مشاركتها مستقبلا في مشروع فيلم مع جيروم كوين.
وكانت الفنانة راوية حصلت بالخصوص على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم “مسافة ميل بحذائي” لمخرجه سعيد خلاف ضمن المسابقة الرسمية للعمل الأول لأيام قرطاج السينمائية وجائزة أفضل ممثلة في المهرجان الوطني للفيلم 2016 عن دورها في الفيلم ذاته، وجائزة ثاني أفضل دور نسائي في المهرجان الأخير سنة 2014 عن دورها في فيلم “ساكا، قصة الرجال الذين لا يعودون” لعثمان الناصر.
وخصص المهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 2011 تكريما خاصا لفاطمة هراندي عن مجمل أعمالها الفنية رأت فيه “تكريما لجميع الممثلات المغربيات”.