خبراء يحللون بالرباط السياسة الخارجية الأمريكية بعد انتخاب دونالد ترامب

انكب عدد من الخبراء، اليوم الجمعة بالرباط، على مناقشة التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الأمريكية وانعكاساتها على علاقات واشنطن بعدد من الدول بعد انتخاب دونالد ترامب.

وأكد المدير التنفيذي “لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” (وينيب)، روبرت ساتلوف، خلال افتتاح هذا اللقاء الذي نظمه كل من المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية و معهد “وينيب”، أن فوز دوتالد ترامب في السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض فاجأ أغلبية المراقبين، على اعتبار أن عددا قليلا جدا من الخبراء توقعوا انتخابه.

وأشار إلى أنها المرة الأولى التي يفوز فيها مرشح بالانتخابات الرئاسية الأمريكية دون أن يكون قد تقلد منصبا حكوميا أو كان منتمنيا للجيش.

وقال ساتلوف، خلال هذه الطاولة المستديرة حول موضوع “الرئيس ترامب، المغرب والشرق الأوسط: تحديات وفرص”، إن ترامب حدد خلال حملته الانتخابية بعض محاور سياسته الخارجية، والمتمثلة في تدمير تنظيم “الدولة الاسلامية” وتبني سياسة أكثر تشددا تجاه إيران وتعزيز العلاقات مع إسرائيل.

وبخصوص العلاقات بين الرباط وواشنطن، اعتبر الخبير الأمريكي أن للمملكة دورا مهما للقيام به في ما يتعلق بمحاربة الارهاب وتوسيع العلاقات مع افريقيا والحوار بين الدول العربية وإعادة إطلاق المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، مبرزا علاقة الصداقة العريقة والشراكة الاسترايجية القائمة بين المغرب والولايات المتحدة.

ومن جهته، أكد رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أن انتخاب ترامب يثير كثيرا من التساؤلات بالنظر لضعف الخبرة وتقلبات الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة الأمريكية. وقال إنه “في عهد باراك أوباما، كانت السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط تتسم بالتردد وخاصة في الشرق الأوسط والآن نلاحظ أن هذه السياسة دخلت مرحلة جديدة يطبعها الغموض وعدم اليقين”.

وأبرز أن النزعة التدخلية والخطوات الأحادية الجانب التي طبعت السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد أوباما أدت إلى نتائج كارثية في بعض البلدان، مشددا على ضرورة إعادة النظر في العلاقات بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط.

وبخصوص العلاقات المغربية الأمريكية، أبرز الخبير المغربي أن المغرب، الذي يتمتع بالأمن والاستقرار في منطقة تواجه التهديدات وعدم الاستقرار، يحظى بعدة مؤهلات تتمثل في استقراره واختياراته الديموقراطية الراسخة ومقاربته البراغماتية وعلاقاته المتنوعة المبنية على منطق رابح-رابح، مشيرا إلى أن المملكة تظل فاعلا لا غنى عنه في جميع القضايا الأمنية التي تهم المنطقة، من قبيل محاربة الارهاب وتجارة الاسلحة والمخدرات والجريمة العابرة للحدود.

واعتبر أن “الادارة الأمريكية الجديدة ستكون بحاجة إلى المغرب في هذه الملفات”، مبرزا الدور الأساسي التي تلعبه المملكة في المشهد الإفريقي في مجال الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية.

أما سارة فيور، المتخصصة في شؤون شمال إفريقيا بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فأبرزت أن العلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة وبلدان شمال افريقيا مكنت الأسطول الأمريكي من نوع من حرية الحركة في البحر الأبيض المتوسط وضرب بعض بؤر الإرهاب، وخاصة في ليبيا.

ومضت قائلة إن المغرب هو البلد الذي يتمتع بالعلاقات الأكثر تميزا مع الولايات المتحدة بالمنطقة، مذكرة باتفاق التبادل الحر الموقع بين البلدين والتعاون المتنامي بين الرباط وواشنطن.

كما أبرزت الخبيرة الأمريكية تعزيز ريادة المغرب على الصعيد الإفريقي وخاصة في مجالات الاقتصاد والامن، دون إغفال عودة المغرب للاتحاد الإفريقي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة