انطلقت أمس الأربعاء بالعاصمة التونسية، أشغال الدورة العشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقاقية في الوطن العربي، بمشاركة المغرب.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة، التي حضرها على الخصوص الكاتب العام لوزارة الثقافة لطفي المريني وسفيرة المغرب بتونس لطيفة أخرباش، إن الثقافة العربية تبدو اليوم “محاصرة، وكأنها تقف على جزيرة معزولة وسط محيط هائج ومضطرب”، مبرزا أن المثقف العربي يحتاج إلى أربعة جسور رئيسية ” لا غنى عنها لتأسيس ثقافة عربية سليمة صحيحة ومبدعة”.
وأوضح في هذا الصدد أن هذه الجسور الأربعة تستلزم أولا ربط الثقافة العربية بنظيرتها العالمية وبالعصر ، ووصلها بماضيها ثانيا ، حيث ” لا تعني الحداثة الانسلاخ عن التراث”، ومد الجسور بين المثقف وأهل السلطة والحكم ثالثا، لأن “الهوة بينهما هي المسؤولة عن الكثير من التوترات في المجتمعات العربية”، أما الجسر الرابع فهو ذاك الذي يربط المثقف بمجتمعه.
ومن جهته، قال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) عبد الله محارب ، إن اختيار ” الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي” موضوعا لهذه الدورة يؤكد العلاقة التكاملية بين قطاعين حيويين ، هما الثقافة والإعلام، بالنظر إلى أنه “لا يمكن للأولى أن تتطور بمعزل عن التطورات الرقمية كشبكات التواصل الاجتماعي “التي تبث يوميا سيلا عارما من المضامين بغثها وسمينها”.
وبعد أن اعتبر أن ” الثقافة تشكل المدخل الصحيح لمنطق فهم مجتمعاتنا وإعداد خطط لتطويرها”، سجل أن الفجوة الرقمية بين الدول العربية والمتقدمة مازالت كبيرة ، حيث لا يتجاوز مجموع المحتوى العربي على الأنترنيت نسبة 3 في المائة، ومحتوى ما تبثه الفضائيات من إنتاج عربي محلي لا يتجاوز 6 في المائة من مجموع الإنتاج العالمي .
وبدوره شدد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد على أن الرهانات المستقبلية التي تقدم عليها البلدان العربية هي “رهانات ثقافية في جوهرها”، حيث لا مكان لأي برنامج اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي تغيب فيه استراتيجيات العمل الثقافي بالمعنى الحضاري للكلمة.