التعاون الأمني الإسباني المغربي يمر بأفضل لحظاته

شكلت الاستمرارية وتعزيز شراكة ثنائية مكثفة وفعالة في مجال حيوي واستراتيجي، شعار التعاون الأمني المغربي الإسباني خلال السنة التي تشرف على الانتهاء، ليس فقط بالنسبة للبلدين الجارين فقط ولكن، أيضا، للمنطقة برمتها.

ولعل من بين أقوى لحظات هذه السنة، الزيارة التي قام بها في أبريل الماضي لإسبانيا وزير الداخلية، محمد حصاد، والمدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، التي التقيا خلالها بوزير الداخلية الإسباني السابق، خورخي فرنانديز دياز، وكاتب الدولة السابق لشؤون الأمن، فرانسيسكو مارتينيز.

وشكل هذا الموعد فرصة جديدة للمسؤولين المغاربة والإسبان للإشادة بتميز التعاون المثالي بين المصالح الأمنية بالبلدين، بفضل روابط الصداقة والأخوة التي تجمع بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك فيليبي السادس.

كما أن اختيار وزير الداخلية الاسباني الجديد، خوان اغناسيو زويدو، الذي عين في نونبر الماضي في هذا المنصب، المغرب كوجهة أولى ضمن زيارته للخارج، دليل آخر على متانة العلاقات الأمنية بين البلدين.

وعقد الوزيران، مرفوقين على التوالي بالسادة الشرقي الضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، وعبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني، وريكاردو دييز هوشلتنير، سفير اسبانيا بالرباط، وجيرمان لوبيز ايغليسياس، المدير العام للأمن الاسباني، اجتماعا شارك فيه أيضا مسؤولون أمنيون سامون بالبلدين.

وعبر الوزيران، خلال هذا الاجتماع، عن ارتياحهما لجودة ومتانة العلاقات المغربية الاسبانية.

ويبدو جليا أن المجال الأمني يجسد تميز وكثافة الشراكة بين المغرب وإسبانيا، من خلال العمل المستمر للمصالح المختصة، التي ما فتئت تبرهن يوما بعد يوم عن فعاليتها في مواجهة مخاطر زعزعة الاستقرار التي تتهدد البلدين والمنطقة.

ويروم التعاون بين المملكتين الجارتين في هذا المجال التصدي للتحديات الأمنية التي باتت أكثر صعوبة وتعقيدا، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وكل أشكال التهريب.

وتمت الإشادة بالكفاءة العالية للتعاون الأمني المغربي الإسباني في أكثر من مناسبة من قبل كبار المسؤولين بهذا البلد الايبيري، وتم تقديمه كنموذج يحتذى به.

وأكد المدير العام السابق للشرطة الوطنية الإسبانية، اغناسيو كوسيدو، خلال سنة 2016، على أن التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب “مثالي” و”فعال”، مضيفا أن “الأمر يتعلق بنموذج يحتذى به”.

وهذا التميز ليس مجرد شعار وإنما هو واقع يومي ملموس، وذلك من خلال النتائج الإيجابية المسجلة على المستوى العملي بين المصالح الأمنية في البلدين، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

وقد أقام المغرب وإسبانيا، في مجال مكافحة الإرهاب، تعاونا مبنيا على تبادل الثقة المدعومة بتبادل المعلومات وتنظيم عمليات مشتركة ومتزامنة مكنت من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، لاسيما تلك التي تنشط في تجنيد ونقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بؤر التوتر.

كما تشمل الشراكة والتنسيق الوثيق واليومي بين البلدين التعاون بين مصالح الشرطة، ومكافحة تهريب المخدرات، وتدبير تدفقات الهجرة.

وقد عمل أصحاب القرار والمسؤولون المعنيون بكل من المغرب وإسبانيا، خلال السنة التي تشرف على الانتهاء، على تعزيز هذا التعاون والتكيف مع متطلبات وضرورات الوضع الأمني الوطني والإقليمي الذي أضحى أكثر تعقيدا.

ودون شك فإن الأمر يتعلق بعمل يعطي المقياس الصحيح للوعي الذي يدفع المملكتين لبناء إحدى مناطق الاستقرار والازدهار المشترك، المفيد للشعبين اللذان تربطهما علاقات تاريخية وحضارية عريقة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة