قال محققون روس، أول أمس الاثنين، إن 41 شخصا على الأقل من سكان مدينة إيركوتسك في سيبيريا توفوا بعد أن شربوا زيت استحمام معطر على أمل أن يمنحهم النشوة والدفء اللذين تبثهما المشروبات الكحولية في أسوأ قضية من نوعها خلال سنوات.
واستخدام المشروبات الكحولية المقلدة أو بدائلها من الأمور الشائعة في بعض مناطق روسيا حيث دفعت الضائقة الاقتصادية المستمرة منذ عامين المزيد من الناس إلى ما دون خط الفقر.
وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن الضحايا هم من السكان الفقراء لمدينة إيركوتسك التي تبعد أربعة آلاف كيلومتر شرقي موسكو. وأظهرت القضية الظروف القاسية التي تعيش فيها شريحة كبيرة من الناس على الرغم من تنامي نفوذ وقوة موسكو على الساحة الدولية.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف “إنها مأساة مروعة… هذا النوع من المشاكل مألوف وأبلغنا الرئيس به. ينبغي اتخاذ إجراءات بشأنه.”
وأرسلت لجنة التحقيق الروسية عددا من المحققين ذوي الخبرة من موسكو إلى المنطقة في حين قالت وكالات الأنباء الروسية أن رئيس بلدية إيركوتسك أعلن حالة الطوارئ ومنع مؤقتا بيع كل السوائل التي تحتوي على مواد كحولية غير مخصصة للاستهلاك البشري.
وقال المحققون في بيان “وفقا لآخر بيانات متوفرة لدينا توفي 41 شخصا من أصل 57 نقلوا إلى المستشفى بعد شربهم السائل.” وأضافوا أن “أكثر من ألفي عبوة من السائل قد صودرت وتبلغ كميتها الإجمالية 500 ليتر.”
ومن بين السوائل التي تعتبر بديلة عن المشروبات الكحولية العطور وعطور ما بعد الحلاقة ومضاد التجميد ومنظف النوافذ.
وقال المحققون الذين فتحوا تحقيقا جنائيا في القضية إنهم احتجزوا شخصين يشتبه في أنهما قاما بتوزيع زيت الاستحمام.
ويحمل المنتج تحذيرا من ابتلاعه لكن المحققين قالوا إن الضحايا تجاهلوا ذلك وشربوه كما لو كان مشروبا كحوليا.
وأشارت الشرطة إلى أنها عثرت على المعمل الذي يصنع زيت الاستحمام الذي يحمل اسم هاوثورن إلى جانب مشروب الفودكا المغشوش.
ولم يتضح ما إذا كان من يبيعون المنتج يروجون له باعتباره بديلا أرخص للفودكا المشروب الشهير في روسيا.
وقال رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف في اجتماع للحكومة إنه يريد مراجعة المنتجات المحظورة التي يمكن أن تسبب العديد من الوفيات وقال إن القانون الجنائي في البلاد يجري تعديله لتشديد العقوبة على من يبيعها.
وقال فاديم دروبيز الخبير في سوق المشروبات الكحولية إن حوالي 12 مليون روسي أو ما يعادل واحد على 12 من إجمالي عدد السكان يستهلكون المشروبات الكحولية البديلة الرخيصة.