أصبحت دولة الخلافة الإسلامية المعروفة اختصارا باسم “تنظيم داعش” تنهج سياسة جديدة لتنفيذ عملياتها الإرهابية، تعتمد فيها بشكل كبير على تفخيخ الأطفال لضرب أهدافها المرسومة، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر اليوم الجمعة.
وساقت صحيفة “الموندو” الإسبانية، أول أمس الأربعاء، حالات لأطفال استغلوا لتنفيذ هجمات إرهابية ببلدان أوروبية، على اعتبار أن براءتهم لا يمكن أن تثير شكوك الجهات الأمنية أو المارة، بحيث يتم تفخيخهم بقنابل ومتفجرات، ودفعهم لتنفيذ اعتداءات إرهابية بالأسواق أو بالأمكنة التي تعرف تجمعات عدد كبير من الأشخاص خاصة في احتفالات أعياد الميلاد.
أطفال داعش يشاركون كذلك في مراسم تنفيذ أحكام الإعدام التي ينفذها جلادو التنظيم في حق مخالفيهم، والتي تتضمن في أغلب الأحيان عمليات قطع الرؤوس، وإطلاق الرصاص، وفقا للأشرطة الدعائية التي يصدرها التنظيم.
ووفقا لـ”إلموندو”، فإن أعداد الأطفال من أصل مغربي ويمني، الذين يتم استعمالهم كذخائر لأسلحة التنظيم، زادت بنسبة ملفتة خلال السنة الحالية، بينما يزيد طموحهم نحو استقطاب الأطفال الأوروبيين، حيث قدرت مؤسسة كويليام أن نحو 50 طفلا بريطانيا وقع فريسة في يد داعش، حيث يتم استخدام الأطفال كذخائر بشرية لمدافع التنظيم، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 300 طفل لقوا حتفهم خلال المواجهات والعمليات الانتحارية بمناطق النزاع.
ومن بين الحالات البارزة، في هذا الصدد، حالة أثارت ضجة وسط وسائل التواصل الاجتماعية، بعدما نُشر شريط فيديو لداعشي يصور عملية إعداد ابنتيه اللتين لم تكملا ربيعهما الثامن، من أجل تنفيذ عمليات انتحارية، والتي فجرت إحداهما نفسها بمركز للشرطة، الأسبوع الماضي، في دمشق.
داعش لا ترى في الأطفال فقط “جيلا لمباييعها المستقبليين”، وإنما تعتبرهم صالحين كذلك كسلاح لضرب أهداف مباشرة في العواصم الأوروبية. وقد انتشرت حالة تأهب قصوى بأوروبا وألمانيا، تخوفا من احتمال وقوع هجمات على أيدي “اشبال دولة الخلافة”.
وتشير التقارير الاسخباراتية الأوروبية، أن التهديدات التي تشكلها الموجة الجديدة للاعتداءات الإرهابية على يد القاصرين أصبحت أكثر واقعية بالدول الأوروبية، حيث ألقي القبض على عشرة مراهقين في بلجيكا في أوائل شهر دجنبر الجاري، اتهموا بالتخطيط لتنفيذ هجومات بالقنابل على أسواق أعياد الميلاد.
وتبرز التقارير ذاتها أن مدينة سبتة المحتلة رابعة مدينة بعد بروكسل ولندن وأمبرس، على خريطة “النقاط الساخنة”، لتجنيد الشباب والقاصرين، مثلما تؤكد ذلك أيضا بيانات مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في “وست بوينت”.