منحت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أول أمس السبت، رئيس الحكومة المكلف عبد الإله ابن كيران، الضوء الأخضر لاستئناف المشاورات الحكومية التي توقفت في الجولة الأولى لتُدخل البلد في أزمة دامت ما يقرب من ثلاثة أشهر، وفق ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر الأربعاء.
وأكدت الأمانة العامة للحزب خلال اجتماعها الذي انعقد بعد لقاء مستشاري الملك عبد اللطيف المنوني وعمر القباج برئيس الحكومة المكلف، أنها حثت الأخير على الوقوف على استعداد الهيئات الحزبية المعنية، ومواقفها النهائية من المشاركة في الحكومة.
وأعلنت الأمانة العامة عزم الحزب على التعامل بإيجابية ومسؤولية مع التوجيهات الملكية المتعلقة بالتسريع بتشكيل الحكومة، ودعوة الأحزاب المعنية للتعاون من أجل إنجاح هذا المسعى.
ويواجه ابن كيران ضغوطات متنامية بعد لقائه مع مستشاري الملك السبت الماضي بمقر رئاسة الحكومة، إذ أصبح مطالبا بتقديم تنازلات لحلحلة ملف تشكيل الحكومة، وهوما يفرض عليه الحسم بين قبول مشاركة التجمع الوطني للأحرار أو حزب الاستقلال، بعدما أكدت قيادة “الأحرار” استحالة الجمع بين الحزبين في حكومة واحدة. وتدل بعض المؤشرات على إمكانية وضع ابن كيران لحميد شباط خارج حساباته، لفك عقدة المشاورات وتسريع وتيرة الإفراج عن حكومته، خاصة وأن شباط تجاوز كل الحدود في انتقاداته واستهدافه لقيادة الأحرار في خرجاته واجتماعاته الأخيرة.
ومما يُعزز القوة التفاوضية لـ”الأحرار”، أن العديد من التنظيمات السياسية ربطت مشاركتها في الحكومة المرتقبة بموقف حزب الحمامة، ويتعلق الأمر بالخصوص بحزبي الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية، وتضم الأحزاب الثلاثة مجتمعة 83 مقعدا نيابيا، مما يفرض على بن كيران التفكير بجد ومسؤولية في خياراته حتى لا تضيع منه فرصة تشكيل الحكومة، خاصة أن هامش التفاوض لديه أصبح يتقلص بعد لقائه بمستشاري الملك.
وعلمت “آخر ساعة” أن بن كيران سيجري لقاء مصيريا مع قيادة الأحرار للحسم في موقفه من مشاركة حزب الحمامة، وأن عليه أن يحسم في التشكيلة الحكومية مع نهاية السنة الجارية لتكون الحكومة الجديدة جاهزة بداية العام الجديد. وسيلعب رئيس الحكومة المُعين ورقته الأخيرة أمام رئيس التجمع الوطني للأحرار، قبل أن يحسم بصفة نهائية في مصير المشاورات الحكومية، وأي تعثر في المشاورات مع أخنوش يعني فشل المشاورات.
وكان مستشارا الملك عبد اللطيف المنوني وعمر القباج، أبلغا عبد الإله بن كيران خلال لقائه بهما يوم السبت الماضي، حرص الملك على أن يتم تشكيل الحكومة في “أقرب الآجال”.
كما أبلغ مستشارا الملك خلال هذا اللقاء، الذي جرى بمقر رئاسة الحكومة، بنكيران، بانتظارات الملك وكافة المغاربة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.