تشرع القاعات السينمائية الوطنية في عرض فيلم السنة “فداء”، لمخرجه ادريس اشويكة، انطلاقا من 11 يناير 2017، الذي يصادف يوم احتفال المغاربة بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وهو فيلم يسترجع في قالب تخيلي، الأحداث المرتبطة بنفي الملك الراحل محمد الخامس واندلاع المقاومة المسلحة ضد المستعمر الفرنسي بقيادة المقاوم محمد الزرقطوني.
ويعتبر “فداء”، الذي كتبه السناريست والصحافي عزيز الساطوري، أول شريط سينمائي مغربي يتطرق لاندلاع المقاومة المسلحة بالمغرب خلال الفترة الممتدة من نفي الملك محمد الخامس إلى لحظة الإعلان عن الاستقلال.
واختار ادريس اشويكة تصوير فيلمه الجديد بالأبيض والأسود ليجسد بصدق وإبداع حقبة الخمسينات من تاريخ المغرب، التي لم تنل حظها الكافي من التوثيق السينمائي.
ويحكي الفيلم، خلال ساعة و49 دقيقة، قصة الشاب عبد الرحمان الذي سيلتحق بصفوف المنظمة السرية للمقاومة المسلحة التي يديرها محمد الزرقطوني بيد من حديد، لكنه سيجد نفسه، في منتصف الطريق، أمام خيار صعب عندما سيكتشف أن صهره ووالد زوجته يتزعم شبكة للمخبرين وكان وراء إرسال عدد من الفدائيين إلى السجن أو الموت.
وقد قام بتجسيد أدوار هذه القصة التي تمتزج فيها مشاعر الحب والنضال والخيانة، كل من عبد الاله رشيد وربيعة رفيع ومحمد خيي وحكيم رشيد وخديجة عدلي وفضيلة بنموسى وصالح بنصالح وأحمد العمراني وأكسيل أوستين.
وسيعرض “فداء” في أغلب القاعات السينمائية الوطنية، خصوصا بالدارالبيضاء والرباط ومراكش وفاس وطنجة وتطوان: ميكاراما – لانكس – ريالطو – كوليزي – أبينيدا – روكسي.
للإشارة، فإن المسار السينمائي لمخرج الفيلم ادريس اشويكة انطلق من داخل الأندية السينمائية، حيث كان يقوم بالتنشيط، ثم عضوا في مكتب الجامعة الوطنية لهذه الأندية، ويشغل حاليا منصب الكاتب العام للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام، وأيضا الكاتب العام للإتحاد الوطني لتنمية الصناعة السينمائية والسمعي البصري. وقد اشتغل مع التلفزيون، حيث أنتج عدة برامج من أبرزها البرنامج السينمائي «زوايا»، ثم أنجز العديد من الأفلام للقناتين الأولى والثانية، ثم جاء شريطه السينمائي الطويل الأول «مبروك» سنة 1999، ثم استمرت المسيرة من خلال فيلميه «لعبة الحب» و«فينك أليام”، والآن فيلم “فداء”، الذي حظي بإشادة جماهيرية كبيرة خلال مشاركته في الدورة 17 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة وكذا بعدة مهرجانات أخرى وطنية ودولية.