هكذا أحبط الإسبان هجوماً إرهابياً بأسلحة الكلاشنكوف دبّره مغربي وغامبي

كشف القاضي الإسباني الشهير “سانتياغو بيدراز”، المتخصص في ملفات جرائم الإرهاب، عن ملف من العيار الثقيل، يخص مخططا إرهابيا لارتكاب مذبحة في العاصمة مدريد، نجومه إرهابيون مغاربة، تجنبت الداخلية الإسبانية الكشف عن أسمائهم لدواعٍ أمنية، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر اليوم الخميس.

ونشرت صحيفة “الكوريو” الإسبانية، يوم أمس الأربعاء 04 يناير 2017، تفاصيل المعلومات التي توصل إليها قاضي التحقيق الإسباني، والتي خالفت ما سبق وأعلنت عنه وزارة الداخلية الإسبانية، حينما نفت وجود أدلة تؤكد تخطيط معتقلي مدريد لتنفيذ هجوم إرهابي.

مخطط المغربي والغامبي

وكشف القاضي أن عملية اعتقال الإرهابيين، المغربي سامر سنوني موح والغامبي “ادريسا سيسايسانويو”، اللذين ألقي عليهما القبض في مدريد يوم 28 دجنبر المنصرم، وبحوزتهما 4 خزانات لسلاح الكلاشنكوف نوع AK-47 و37 رصاصة، اعتقلا رفقة 3 متطرفين مغاربيين آخرين لم يتم الإعلان عن أسمائهم لأسباب أمنية، لتشمل العملية أيضاً، اعتقال 3 عناصر مغاربة آخرين، وأضاف أنه على خلاف الرواية الرسمية لوزارة الداخلية بخصوص عدم وجود أدلة على كون المعتقلين كانوا بصدد التحضير لتنفيذ هجوم إرهابي، فإن عددا من الوثائق التي تم العثور عليها بحوزتهم تثير قلقا كبيرا في الأوساط الأمنية.

فوفقا لتقارير الاستخبارات الاسبانية، لا يزال خطر تنفيذ الهجوم على مدريد قائما يقول القاضي، لأن عناصر أخرى من الخلية ذاتها لاتزال في حالة فرار، وبحوزتها اسلحة اقتنتها من مهرب أسلحة بضواحي مدريد، وتتكون من سلاح كلاشنكوف واحد على الأقل وعدة مسدسات.

وأكد القاضي أن “الإرهابيين الخمسة حصلوا على الأسلحة النارية من أجل استخدامها لارتكاب عمل إجرامي خطير ذي طابع إرهابي بالعاصمة مدريد”، موضحا أن أعضاء الخلية قاموا بتسجيل أشرطة فيديو تتضمن رسائل تهديد بتنفيذ هجومات إرهابية ضد أماكن رمزية في مدريد، ودعوة للجهاد ودعم تنظيم داعش”.

وكشف “بيدراز” أيضا، أن هناك الكثير من العلامات التي تدل على أن الخلية الإرهابية لا تزال غير مفككة تماما، وهناك المزيد من الأسلحة ورشاشات الكلاشينكوف التي لم يتم العثور عليها بعد.

وذكر القاضي، أن الأدلة التي يتضمنها ملف التحقيق، تضم صورا لأعضاء الخلية مع عدد من البنادق التي جلبوها إلى اجتماع عقد في منطقة “لا كاسيتا” جنوب العاصمة مدريد مع تاجر سلاح، حددوا فيه نوع الأسلحة التي يرغبون في اقتنائها.

صفقة الأسلحة

وحسب المصادر ذاتها، فقد تمت صفقة شراء الأسلحة من طرف الخلية الإرهابية المغربية يوم 12 أكتوبر 2016، في اجتماع مع تاجر أسلحة غير قانوني، بغرض الحصول على أسلحة من النوع نفسه الذي بحوزة الإرهابيين، وإمكانية شراء مسدسات وقنابل يدوية، دون أن يوضحوا سبب رغبتهم في الحصول على هذه الأغراض”، إذ عرض الإرهابيون 6 آلاف أورو على تاجر السلاح لشراء 4 رشاشات من نوع الكلاشنكوف، مما يشير إلى حجم الهجوم االذي كان من المحتمل ارتكابه، وأشار القاضي إلى أن المحادثات مع تاجر السلاح كانت جدية، وأن أعضاء الخلية كانوا يملكون المال اللازم للحصول على الأسلحة بالرغم من كونهم عاطلين عن العمل.

وقال قاضي التحقيق الإسباني، إن “هذه المجموعة تمارس أعمالاً تجارية غير مشروعة، كالاتجار في المخدرات كوسيلة لتمويل هذه المقتنيات”، مؤكدا أن الخلية تعتبر خطيرة جدا على السلامة الجسدية للمواطنين من ساكنة العاصمة.

كما أوضح “بيدراز”، أن أعضاء الخلية تمّ استقطابهم نحو التطرف منذ عدة أشهر على يد سلفي مغربي يمارس تأثيرا كبيرا على أفراد المجتمع المسلم في حي “فيكالبارو” بمدريد، حيث عمل على تجنيدهم وتشجيعهم على ارتكاب أعمال عنفٍ داخل التراب الأوروبي، مما يؤكد أن كلا من المعتقلين والهاربين يعتبرون جزءاً من عناصر الدولة الإسلامية، وأن استعدادهم لتنفيذ الهجوم على مدريد كان حازماً.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة