ودعنا عاما مضى وبدأنا عاما جديدا.
حققنا في العام المنصرم أحلاما وأهداف جميلة. عشنا إحباطات.
فقد بعضنا شخصا يحبه.
تحطمت بعض أمانينا.
نضجنا بعض الشيء… ضحكنا… بكينا…
عاش الآلاف منا ظروف الحرب وقسوتها، وخرجوا منها بكسور ونذوب وجراح قاسية.
أنجب البعض منا طفلا أو طفلة يرى فيهما امتداده في الحياة.
حقق البعض منا إنجازات كبيرة وصغيرة. فشل البعض منا في تفاصيل مهمة أو عادية.
صادف بعضنا الحب بلذته وآهاته. وخسر البعض منا الحب لأسباب ذاتية أو لأسباب معقدة لم يتحكم فيها.
تحدى بعضنا العادات والتقاليد لكي يعيش ذاته واختياراته الخاصة… وخسر بعضنا ذاته لكي يتعايش مع هذه العادات والتقاليد.
عشقنا… سافرنا نحو المجهول أحيانا… هربنا من أعين الفضوليين. اعتذرنا عن أخطاء صغيرة وكبيرة. سامحنا… غضبنا… اشتقنا… ندمنا… ضحكنا… ابتسمنا أحيانا لذكريات تغازلنا بحنين لذيذ.
وفي النهاية… حين نتأمل كل هذا… ندرك أنها كانت سنة كغيرها بتفاصيلها الصغيرة والمهمة. بإحباطاتها… بإنجازاتها… بلقاءاتها المفاجئة…
فإما أن نحول سنوات العمر لأرقام تركض لاهثة داخل عداد لا نتحكم في معطياته ولا حتى في اللحظة التي يقرر فيها التوقف… وإما أن نتجاهل العداد،
وأن نعيش كل لحظة بتفاصيلها وبإحباطاتها وبما فيها من مفاجآت سارة
2016… 2017… سنوات نعبرها… نغادرها كما قد يغادرنا قطار الحياة في أي لحظة… نعيش فيها إحباطات وانكسارات ونجاحات وانتخابات وفرح وحب وربما حرب وموت لغير المحظوظين منا. لكن في النهاية، تبقى التواريخ مجرد شاهد على أيام من العمر… ويبقى علينا أن نقرر كيف تمضي تلك الأيام. أن نقرر إن كنا سنعيش هذا السنوات بكل ما فينا… أو نجعل منها مجرد عداد نتذكره على رأس كل سنة ميلادية جديدة.
لنتعلم من جديد كيف نعشق الحياة… كيف نحب من حولنا… كيف نحتفي بكل التفاصيل الصغيرة التي نعبرها وتعبرنا… لكيلا تكون السنوات مجرد عداد.
كل سنة جديدة وأنتم سعداء…