الثلوج تعمق عزلة المناطق الجبلية بالمغرب.. ومطالب للدولة بالتدخل

سجلت مجموعة من المناطق المعزولة بالمغرب حالات وفيات وسقوط أطفال وشيوخ طريحي الفراش فضلا عن انقطاعات متكررة للطرق ما يعيق تزودهم بالطعام وولوجهم للمستشفيات للتداوي، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر الثلاثاء.

حقيقة يعيشها سكان الأطلس والعديد من الأقاليم التي تعرف درجة حرارة منخفضة وسقوط ثلوج تشل حركة السكان، استفاد بعضهم من مبادرات المجتمع المدني ومن قوافل وزارة الصحة الطبية فضلا عن مساعدات مؤسسة محمد الخامس للتضامن، لكن مازال آخرون يشتكون عدم توصلهم بأية مساعدات في وقت هم في أمس الحاجة لالتفاتة تنقذ نساءهم وتحيي رضاعهم وشيوخهم.

وفي تفقد وضع بعض سكان المناطق المعزولة، كشف جواد أيتتامغارت، فاعل جمعوي بإقليم أزيلال، أن منطقة أيت عباس على سبيل المثال تواجه حصارا قويا بالثلوج وبردا قاسيا كلما انخفضت درجة الحرارة وقد تسبب ذلك في وفاة امرأة يوم السبت الماضي بعدما جاءها المخاض وتعذر نقلها إلى المستشفى.

وأضاف الفاعل الجمعوي أن نساء الدوار من بادرن لتوليدها وإنقاذ مولودها إلا أنها لم تقاوم النزيف الحاد الذي عانت منه أثناء الوضع ما أدى إلى وفاتها دون تدخل للسلطات ولا لمروحية وزارة الصحة الطبية.

وتأسف المتحدث من منطقة أيت عباس عن الوضع الذي يعيشه سكان الدواوير هناك، قائلا إنها ليست حالة الوفاة الأولى التي عرفتها المنطقة هذا الشهر، وإنما سبق لأستاذ كذلك أن فارق الحياة اختناقا بالفحم حيث لم يستطع أحد إنقاذه.

وعرج الفاعل الجمعوي الذي كان يتحدث باسم سكان دواوير أيت عباس التابعة لإقليم أزيلال، على مآسي أخرى قال إن سكان المنطقة يعانون منها من قبيل انعدام المواد الغذائية أو صعوبة الوصول إليها وذلك في كافة الشريط الجبلي المحيط بأزيلال ما يجعل السكان يشتكون سوء التغذية وضعف بنيتهم الصحية، مشيرا إلى أن الفلاحة كانت موردهم الأول في مثل هذه الحالات، إلا أنها لم تكن كافية لسد الخصاص نظرا لقلة التساقطات المطرية التي عرفها المغرب في الفترة الأخيرة فضلا عن عدم وجود دعم للمواد الغذائية والفلاحية، على حد تعبيره.

أما بالنسبة لتدخلات السلطات العمومية لفك العزلة عن هذه الأقاليم، أوضح ابن منطقة أيت عباس أنها مبادرات ضعيفة مقارنة بحجم المنطقة ولا يتبقى سوى مبادرات وصفها بالمعزولة، أغلبها من هيئات المجتمع المدني المتعاطفة.

املشيل.. نساء يمتن ليعيش أطفالهن

سكان إملشيل ليسوا أقل معاناة من أيت عباس، إذ يصف رئيس جمعية منتدى الطفولة، عبد العالي الرامي، الذي كان في زيارة للمنطقة، حجم مآسي السكان بالقول، إن الناس هناك يعانون من عزلة شديدة في غياب ظروف طبيعية واجتماعية جيدة، بحيث يشكون من عدم توصلهم بالمساعدات الاجتماعية على غرار باقي الدواوير ويرجعون ذلك إلى احتجاجاتهم المستمرة بسبب ارتفاع عدد وفيات النساء الحوامل على وجه الخصوص.

وأضاف الرامي أن السكان يطالبون بأقل الضروريات من مستشفى مجهز يغنيهم عن قسوة التنقل إلى المدن المجاورة للتداوي، نظرا لكون المستشفى الوحيد هناك غير مجهز بالتجهيزات اللازمة لتطبيب أبنائهم ونسائهم بالخصوص أثناء الولادة، وفقا للرامي.

وفي نداء وجهته إحدى نساء المنطقة إلى السلطات والملك محمد السادس، في شريط مصور نشره الرامي على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت بصوت جريح “إن نساءهم يفقدون أبناءهم في ظل عدم وجود أطباء توليد ينقدون هؤلاء النسوة وأطفالهن، فضلا عن قلة الأدوية التي لا تكفي جميع المرضى في هذه الفترة الصعبة.”

وأضافت السيدة المسنة بصرخة امرأة قوية بالقول: نحن نحس بـ”الحكرة” ونشتكي من مجموعة من الأمراض دون حنين ولا رحيم”، مشيرة إلى أن المساعدات تذهب لمناطق أخرى ولا يصلهم منها أي شيء في إملشيل.

وطالبت المتحدثة ذاتها رفقة بعض نسوة المنطقة بمستشفى مجهز بمعدات تداوي جروحهم وتكفل لهم الحق في الحياة، مبرزة أن أربعة نساء لقين مصرعهن السنة الماضية لصعوبة تنقلهن في هذه الظروف وهي المأساة التي يأملون تفاديها هذه السنة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة