أكد قيادي في الاتحاد الاشتراكي أنه يتعين على رئيس الحكومة المكلف عبد الإله ابن كيران، أن يعي التحولات الطارئة في المشهد السياسي، خاصة بعد انتخاب الحبيب المالكي رئيسا جديدا لمجلس النواب، وأن يتحرك في اتجاه خلق دينامية جديدة في المشاورات الحكومية عوض البقاء مكتوف اليدين، والاستمرار في انتظار “ما يأتي ولا يأتي”، مُوضحا أن الكرة الآن في مرمى ابن كيران، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر اليوم الثلاثاء.
وقال المصدر نفسه، إن المغرب يواجه تحديات كبرى على المستوى القاري والدولي، وهو ما يتطلب تعزيز الجبهة الداخلية والتعبئة القوية لكافة الفاعلين السياسيين لمواجهتها والتكتل من أجل الدفاع عن المصالح العليا للمغرب، وهو ما يفرض تسريع وتيرة تشكيل الحكومة.
وأضاف المصدر ذاته، أن تشكيل ائتلاف حكومي موسع من شأنه أن يُسهم في وضع حد للأزمة الحكومية السائدة منذ أزيد من ثلاثة شهور ونصف، ويمكن المغرب من التفرغ للإصلاحات ومواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، وإلا فإن وضعية ” البلوكاج” ستستمر، وهو ما لا يخدم مصلحة البلد.
وأكد المصدر نفسه، أن المطلوب من ابن كيران أن يعي جيدا اللحظة الراهنة الحساسة، ويبادر إلى حلحلة ملف تشكيل الحكومة أو إرجاع المفاتيح إلى أصحابها كما ظل يردد دائما من قبل، عوض الانزواء في بيته.
يُشار إلى أن المشاورات الحكومية توقفت إلى حدود صباح أمس الاثنين، في غياب أية مبادرات جديدة من طرف رئيس الحكومة المكلف، الذي ظل يتشبث بإبعاد الاتحاد الاشتراكي من التحالف الحكومي المرتقب، رغم نجاح مرشح الحزب الحبيب المالكي في الظفر برئاسة مجلس النواب بالأغلبية المطلقة. وكانت قيادة حزب الوردة التأمت مساء أمس الاثنين، في إطار اجتماع المكتب السياسي، تدارست على إثره مستجدات الساحة السياسية ومسار المشاورات الحكومية وموقف الحزب منها.
وفي السياق نفسه، انتقدت مصادر مقربة من المشاورات، الموقف السلبي لابن كيران من مآل المشاورات، وتمسكه برفض مشاركة حزب الوردة في الائتلاف الحكومي المقبل، معتبرة أن من شأن ذلك أن يُديم تعطيل تشكيل الحكومة.
ورغم أن تجديد هياكل مجلس النواب كان مؤشرا على حدوث منعطف حاسم في مسار المشاورات، إلا أن رئيس الحكومة المعين رفض التعامل بعقلانية مع هذا المعطى الجديد، مفضلا الاستمرار في التعاطي مع المشاورات بمنطق الأغلبية والأقلية، والبقاء سجين قواعده الحزبية عوض التأثير عليها وفق اختيارات عقلانية تصب في المصلحة العليا للمغرب وليس في المصلحة الضيقة للحزب.