رواية ليلى سليماني شهادة جريئة عن المسكوت عنه في المجتمعات العربية المحافظة

كتبت مجلة (أخبار الأدب) المصرية، أن رواية “كلام شرف” للكاتبة المغربية ليلى سليماني، تقدم “شهادة جريئة” عن المسكوت عنه في المجتمعات العربية المحافظة.

واعتبرت الأسبوعية الثقافية المصرية، في مقال للكاتب مصطفى كمال، نشرته في عددها الأخير، أن ليلى سليماني الحاصلة على جائزة “كونكور” العالمية عن روايتها “أغنية هادئة” العام الماضي، اقتحمت في روايتها الجديدة، “موضوعا شائكا” في المجتمع العربي، يتمثل في معاناة النساء من “ظواهر اجتماعية خادشة، وقدرتهن على البوح بمكنوناتهن، بشجاعة مشوبة بالحذر”.

وأضافت المجلة، أن سليماني، استطاعت أن تتحدث عن “معاناة نساء بئيسات، وتجعل صوتهن مسموعا، بكل جرأة وشجاعة، رغم الطابع المحافظ للتقاليد”، مشيرة إلى أن “كلام شرف” رواية مختلفة تدعو إلى “ترسيخ قيم التعايش وتقبل الآخر، والتوقف عن اعتبار حرية المرأة اعتداء على الرجولة، وأن المراة والرجل أعداء”.

وأبرزت المجلة أن الكاتبة سليماني، أماطت اللثام في روايتها، عن صورة المرأة في المخيال العربي، بعيدا عن المواقف النمطية الجاهزة، مدركة حتما أن “المرأة والرجل، كلاهما له الحق في عيش حياتهما، بأسلوب خاص، لأنه السبيل الوحيد ليتخلص المجتمع من النفاق والانفصام الذين عانى منهما لسنوات طويلة”.

واعتبرت (أخبار الأدب) أن “كلام شرف” رواية “صادمة للذهنية السائدة” في المجتمعات العربية، حول حرية المرأة، لكنها ليست في المقابل دعوة صريحة ل”لاستخفاف” من التقاليد الاجتماعية والثقافية، بل هي “جملة تساؤلات موجهة للذات لإدراك حقيقة واحدة وهي أن الكرامة تكمن في الواقع في التوقف عن غض الطرف عن ما يخالجنا ويطبع سلوكاتنا”.

وأشارت إلى أن ليلى سليماني ” لا تتحامل على الرجل رغم أن الشهادات النسائية التي استقتها، أدانت تسلطه وأنانيته، حيث ترى أنه هو الآخر ضحية، وهو يحاول فقط التعايش مع محيطه، لذلك يتمسك بسلطته على المرأة سواء كانت أختا أو زوجة أو حتى أما، فسلطته هي الشيء الوحيد الذي تبقى له من رجولته” برأي الكاتبة المغربية.

يشار إلى أن ليلى سليماني (36 عاما)، سطع نجمها سريعا، منذ حصولها على جائزة “كونغور” أعلى وأرقى جائزة أدبية فرنكوفونية، السنة الماضية، عن روايتها “أغنية هادئة”، وحظيت بكثير من الاحتفاء عربيا وعالميا.

وأصبحت سليماني التي اشتغلت في الإعلام في فرنسا، قبل ان تتفرغ للكتابة، بذلك ثالث كاتبة مغربية تفوز بهذه الجائزة بعد الطاهر بن جلون وعبد اللطيف اللعبي.

ومن أعمالها أيضا رواية “حديقة الغول”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة