الأطر الصحية بالرباط بين مطرقة داء السل وسندان استهتار المسؤولين عن القطاع

أفاد المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة، العضو بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالرباط، أنه يتابع بقلق كبير الأوضاع المزرية التي يعيشها قطاع الصحة بالعاصمة، حيث أصبحت السلبية والعشوائية في اتخاذ القرارات من طرف المديرية الجهوية والمندوبية الإقليمية القاعدة الأساسية في التسيير والتدبير، وهذا ما أدى إلى تراكم المشاكل التي وضعت ثقلها وبشكل كبير على نفسية ومردودية الأطر الطبية والتمريضية والإدارية والتقنية، وهذا ما جعل الساكنة تعاني الأمرين للحصول على أبسط الخدمات الصحية، ويجعلها في مواجهة عنيفة مع العاملين في القطاع وخاصة في المركز الاستشفائي الجهوي والمراكز الصحية بالرباط.
وأشار بلاغ للمكتب الإقليمي إلى أن المكتب النقابي المحلي للمركز الاستشفائي الجهوي للنقابة الوطنية للصحة سبق أن دق ناقوس الخطر بخصوص تفشي داء السل بالعاصمة، في بيان له تناولته المنابر الإعلامية ومنها من ذهب بعيدا ونعت المركز الاستشفائي الجهوي بالرباط …… بجزيرة السل، واليوم نعيش حدثا فريدا من نوعه، وهو حرمان ساكنة الرباط من مركز تشخيص داء السل والأمراض التنفسية CDTMR والذي تمت تهيئته حديثا بحي اليوسفية بالرباط وتجهيزه بأحدث المعدات خاصة آلة الراديو الرقمي Numérique الذي مرت ثلاث سنوات على تركيبه وتشغيله دون أن يستفيد منه ولو مريض واحد، وتفاجأت الساكنة و معها العاملين بالقطاع مؤخرا بهدم هذا المركز وتفكيك آلة الراديو التي يقال أنها وضعت مع المتلاشيات ولم يتم تحويل هاته الخدمات إلى مركز آخر ضاربين بذلك عرض الحائط استمرارية المرفق العام متناسين استراتيجية وزارة الصحة الهادفة إلى تحسين الكشف والتكفل بداء السل بالمغرب، مع العلم أن المركز الاستشفائي الجهوي بالرباط يعاني من تكرار أعطاب آلة الراديو التي تم تركيبها منذ سنة 2002 بالمستعجلات وتهالكت أجزاؤها لتبقى وجهة المرضى المعوزين وحتى الحالات الاستعجالية هي القطاع الخاص وفي أحسن الأحوال المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا.
يذكر أن جهة الرباط – سلا – القنيطرة تحتل المرتبة الثانية بعد جهة الدار البيضاء – سطات في نسبة الإصابة بداء السل الفتاك حسب ما جاء به تقرير مديرية الأوبئة رقم 74 لشهر أكتوبر 2017 وتصر المديرية الجهوية ومندوبية وزارة الصحة بالرباط على السير ضدا على المخطط الوطني لوزارة الصحة لتسريع خفض نسبة الإصابة بداء السل رغم الميزانية التي قدرت بـ65 مليون درهم سنة 2015، إضافة إلى 85 مليون درهم ممولة من طرف الصندوق العالمي لمحاربة السل، السيدا والملاريا للفترة 2012-2017.
وأضاف البلاغ أن المدير الجهوي ومندوبة وزارة الصحة فشلا في احتواء هذا الداء الخطير و في إرساء حكامة جيدة و تدبير معقلن يضمن ولوجا محترما للمواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود والذين هم في حالة هشاشة اجتماعية واقتصادية إلى المؤسسات الصحية بالإقليم، وتركيزهم على تلميع الصورة السياسية وتغليط الرأي العام بمباشرة إصلاحات سطحية وجزئية مكلفة وخالية من الفعالية والنجاعة اللازمتين لحفظ كرامة العاملين بالقطاع والمرضى على حد سواء، ومحاولتهما إيجاد، في إدارة المستشفى الجهوي، كبش الضحية وذلك بتهميش الكفاءات وبعض المسؤولين لتغطية فشلهم في مواجهة المشاكل العالقة، وتكميم أفواه المطالبين بالإصلاح الجذري يحفظ حقوق المرضى والعاملين بالقطاع لضمان سلم اجتماعي ناجع.
ندد المكتب الإقليمي بالرباط بالأوضاع الكارثية التي يعيشها العاملون بالقطاع داخل المؤسسات الصحية بالإقليم، كما استنكر سياسة الاستهتار المتبعة من طرف المديرية الجهوية ومندوبية وزارة الصحة بالرباط والتي تسمح بتغييب الخدمات الصحية للمواطنين.
وطالب المكتب الإقليمي بالرباط بفتح تحقيق جدي ونزيه في مآل ومصير مركز تشخيص داء السل والأمراض التنفسية باليوسفية بالإضافة إلى المعدات التي كانت بداخله.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة