في إطار موسم المحاضرات الهادفة لإعداد الدورة الخامسة والأربعين التي ستقام خلال 24، 25 و26 أبريل 2018 تحت عنوان: «أمريكا اللاتينية أفقا للتفكير»، استضافت أكاديمية المملكة المغربية مارسيليو أوريخا أكيري، الرئيس الشرفي لأكاديمية العلوم الأخلاقية والسياسية، وزير خارجية إسبانيا الأسبق الذي ألقى محاضرة تحت عنوان: «نظرة أوروبية إلى أمريكا اللاتينية».
سلط السيد أوريخا أكيري الضوء، في بداية مداخلته، على السياق العالمي الحالي المنفتح على خمس واجهات: التكنولوجيا، الصعود القوي للطبقة المتوسطة، تحول القوة الاقتصادية من الشرق إلى الغرب، تآكل نظام الحكامة العالمي الراهن، وأخيرا الأزمة التي يشهدها «العالم التجاري» الذي أنشأناه منذ 50 سنة.
وأضاف قائلا، في هذا السياق، أن «أمريكا اللاتينية تبدو كمنطقة تتوفر على مؤهلات واعدة، حيث أحرزت تقدما هائلا، في المقابل، مضيفا أنها «تواجه تحديات كبرى متمتلة في التربية والإنتاجية».
وتابع مؤكدا أنه «لا يمكن للصناعات الصغيرة والمتوسطة في أمريكا اللاتينية أن تحقق إنتاجية تعادل 15% مما تنتجه مثيلاتها في الولايات المتحدة الأمريكية. لا يمكن للعالم أن يتقدم على هذا النحو».
واستطرد قائلا أن المسألة الأخرى التي تطرح نفسها بحدة هي عدم المساواة: «فبأمريكا اللاتينية، يتم إحراز تقدم في خفض نسبة الفقر لكن ليس بنفس وثيرة التقدم المحرز».
وأشار السيد أوريخا أكيري إلى أنه يمكن لأمريكا اللاتينية أن تقوم بدور أكبر على مستوى الأمن والدفاع. «فالتعاون العسكري الأمريكي-اللاتيني-الأوروب ي لايزال يافعا كما أنه بالأخص ثنائي».
أما فيما يخص العلاقات بين أوروبا وأمريكا اللاتينية، أفاد السيد أوريخا أكيري أن القارتين تمران بفترة عصيبة بسبب الفساد ومع ذلك، «تبقى علاقة إيجابية وبناءة للغاية، تتسم بعدم وجود صراعات كبيرة». وهي علاقة تحتاج أيضا إلى «تعزيز عنصر ريادة الأعمال كعامل مهم في العلاقة الثنائية الإقليمية» .
وسطر أن الثقافة ليست بمعزل عن ذلك، مؤكدا أنها تشكل ذراع الإسقاط الدولي «فالحياة الأميركية قوية جدا، وأصلية جدا، وصادقة جدا، لكن لدينا عوالم مشتركة، كاللغة والثقافة والتاريخ».
وأخيرا، بالنسبة للأكاديمي الإسباني، فإذا كانت هذه الحقائق الأمريكية اللاتينية لا تنبني على ترسيخ قيم معينة، بدءا من التضامن والتسامح والعيش المشترك والانخراط في الديمقراطية، ف «سيتم وضع كل شيء موضع شك».
يشار إلى أن هذه المحاضرة تعقب سابقتها التي تمحورت حول موضوع «بلدان أمريكا اللاتينية في خضم العولمة» والتي نظمت يوم 22 نونبر 2017 والتي قام بتنشيطها السيد فرناندو كولور دو ميلو، الرئيس الأسبق للجمهورية الفدرالية للبرازيل.