هشام روزاق يعلن حبه لمنى فتو في تطوان

تميز حفل افتتاح الدورة 24 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، المنعقد ما بين 24 و31 مارس، بتكريم الفنانة المغربية منى فتو

حفل التكريم، تميز بكلمة جميلة للكاتب والصحفي هشام روزاق، صفقت لها القاعة كثيرا، وكانت بحق، من أجمل لحظات حفل الافتتاح :

جرت بنا العادات غالبا… أن يكون للغات التكريم مرادف رحيل، أو بعض من إحالة على قرب الرحيل، فشكرا تطوان.

شكرا تطوان … لأنك اليوم قررت أن تجعلينا ننحني لامرأة … تسكنها طفلة.

أن نحني لامرأة تسكن طفولتها بعشق… بإصرار… بكل لغات الانتماء الممكنة.

امرأة، جعلت مفرداتها حروفا من بسمات.

طفلة… تضحك كي يصير وجودها مرادفا للروح… كي تصير شفافة كما هي.

صديقتي منى… أود فقط أن أقول لك، بغير كثير صنعة… أحبك/ نحبك

أحبك… وأعرف أنني لست متفردا في هكذا حب… وأعرف أن كثيرين من أهل هذا البلد يحبونك. وأعرف أنك تستحقين هذا الحب.

… لن أحدثكم اليوم عن منى فتو، سأحدثكم فقط عن… منى

عن طفلة تسكن امرأة تشبه نفسها.

سأحدثكم عن منى “بنت البلاد”… أما منى فتو الفنانة، فهي أكبر من بعض من كلام… أكبر من كل الكلام.

الذين يعرفون منى… يعرفون جيدا أنها لم تعشق التمثيل بحثا عن شهرة أو حبا في ظهور.

أنها أكبر وأكثر من ذلك… تعشق لحظة التمثيل، تعشق اللحظة التي تكون فيها في “tournage”.

… تلك اللحظة بالنسبة لمنى، هي أقدس ما في الحكاية.

منى امرأة تشبه نفسها، ولأنها كذلك… فهي لم تكن قط في حاجة لقواميس المجاملات. هكذا ببساطة… حين تقول لك منى: “جيد”، اعلم فقط أنها لم تكن مجاملة اللحظة، وإلا … يمكن لمنى بكل بساطة، أن تقول: “سيء” فقط.

… هي امرأة، لم أجد لها من لغة كما أسلفت، سوى عنوان انتماءاتنا الأصل…

منى “بنت البلاد… وديال بصح”.

امرأة تصالحت مع نفسها منذ زمن البدايات الأولى…

هي سليلة الشجن الساكن في ملحمة “Edith Piaf” حين تسمو بنا فوق التفاهات كي تصرخ في وجوهنا: “je ne regrette rien”

كذلك هي منى…

تعيش طفولتها الأبدية بلا لغات ندم، بلا خدش في الروح.

كذلك هي منى…

لم تندم قط على جملة، على كلمة… على حرف من حياتها، ولو قدر لها أن تعيد كتابة الحكاية، لأعادتها بذات الجمل… ذات الكلمات… وذات الحروف.

هذه الطفلة الأبدية… صالحت كثيرين من أبناء جيلها مع منتوجهم الفني… مع لغة تشبههم، عوض قطيعات طويلة جعلت صورهم في الشاشات… غريبة عنهم.

هذه الطفلة الأبدية… جعلت من شموخها في “حب في الدار البيضاء” لحظة كي نعلن لها جميعا، كل الحب الممكن نحوها، فشكرا تطوان…

شكرا تطوان لأنك جعلتنا اليوم ننحي لامرأة منا، لامرأة تشبه المغرب الذي نريده… تشبه بلدا متصالحا مع ذاته…

تشبه بلدا يصنع لغاته بدون كثير تلفيق أو ادعاء.

شكرا تطوان… لأنك في منى و… بمنى، قررت تكريم مفردات الجمال التي تسكننا، والتي نحلم بها مرادفا لكل البلد.

صديقتي منى… أحبك، وشكرا لأنك من بين كل الذين يعشقونك… منحتني فرصة لهكذا بوح.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة