يجب إنقاذ الجندي مومو ..

في سنة 1998، أخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ فيلم حرب تحت عنوان Saving Private Ryan أو Il faut sauver le soldat Rayan ، يروي قصة مجموعة من الجنود الأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية الذين يتم إرسالهم في مهمة خاصة لإنقاذ جندي يدعى جيمس فرانسيس رايان. إذ يلعب دور رايان الممثل مات ديمون، بينما يقود المهمة الكابتن جون ميلر الذي يجسد شخصيته توم هانكس.

تبدأ القصة بمشهد الهجوم العنيف على شاطئ أوماها، خلال يوم الإنزال في نورماندي. بعد هذه المعركة، يتلقى الكابتن ميلر مهمته بالعثور على الجندي رايان وإعادته إلى حضن أمه بأمان بعد أن قُتل إخوته الثلاثة في الحرب. يواجه الفريق العديد من التحديات والمعارك الصعبة أثناء بحثهم عن رايان، وتُظهر القصة التضحيات الكبيرة التي يقدمها الجنود والتأثير العميق للحرب على الأفراد وعائلاتهم.

منذ أسابيع، تجري محاولات شبيهة من أجل إنقاذ “الجندي” مومو الذي يعيش مرحلة حالكة من مسيرته منذ انفجار فضيحة ما بات يعرف بعملية السرقة الوهمية، بعد أن أصدرت المحكمة حكمها بحبس محمد بوصفيحة، لمدة 4 أشهر نافذة.

قضية مومو تقول فيها العدالة كلمتها ولسنا هنا لتبرئة الأشخاص أو لإدانتهم، ولكن هذه الواقعة يمكن أن تفتح أعيننا على مجموعة من الحقائق. فمومو منشط إذاعي نجح على مدى سنوات في مهمته على المحطة الاذاعية هيت راديو، وأصبح له جمهور واسع من المراهقين والمراهقات، يخاطبهم بلغتهم ويقدم لهم القفشات التي يفضلون.. هو ناجح إذن، ولا أحد يمكنه أن ينزع عنه ذلك، حتى أن الفترة الصباحية أصبح لها عنوان واحد هو: “مومو مورنينغ شو”. وفشلت المحطات الإذاعية الأخرى في منافسة نجاحه الصباحي حتى أن الإذاعة كاملة ارتبطت بمومو وصباحيته. وتماهى بوصفيحة مع هيت راديو، وحل فيها حلول المتصوفين الكبار.

واليوم، لا أظن أن هيت راديو تحاول إنقاذ الجندي مومو، من أجل سواد عيونيه، بل لإنقاذ نفسها أولا وأخيرا، لأنها تدفع اليوم نتائج الخطيئة الأصلية، فقد وضع ملاك هيت راديو بيضهم كاملا في سلة منشط ناجح اسمه مومو، ولم يفكروا في تنويع منتوجهم في إذاعة هيت راديو بتقديم باقة برامج مختلفة، تدفع إلى خلق نجوم جدد في أوقات أخرى من البث الإذاعي.في المقابل، انشغل أصحاب هيت راديو بتوسيع مجال نفوذهم من خلال الحصول على تراخيص محطات تلفزيونية من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري لقنوات لم يرها أحد، وصلت إلى 6 تراخيص. كل هذا الإصرار “الانتهازي” يفسر عودة مومو إلى أثير الإذاعة يوم الاثنين 22 أبريل 2024، رغم أن الحكم النهائي لم يصدر في حقه، فأي إذاعة تحترم مستمعيها ستختار تعليق نشاط المنشط إلى حين حسم القضاء في قضيته. لكن هيت راديو في موقف لا تحسد عليه لأن تواري مومو يعني نهاية الإرسال ونهاية علامة هيت راديو.

هي قضية الثعبان الذي يعض ذيله، وكما في الفيلم، هي قضية قتال شرس وعنيف فموت الجندي ريان يعني فشل مشروع الإنقاذ الذي يرتبط بمدى بسالة الكتيبة، وذكاء وصدق الكابتن جون ميلر… وتلك مسألة أخرى.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة