الأبناك التشاركية مطالبة بتقديم خدمات مبتكرة لتطوير نشاط المقاولات الصغرى والمتوسطة

أكد الخبير البنكي المتخصص في التمويلات البديلة، محمد طلال لحلو، أن الأبناك التشاركية مطالبة اليوم بالعمل على تقديم خدمات مبتكرة وجديدة لتطوير نشاط المقاولات الصغرى والمتوسطة، خاصة العاملة منها في مجال تصنيع وتصدير المنتجات الحلال.
وأضاف لحلو، في مداخلة له خلال ندوة نظمت ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمعرض المنتوجات والخدمات الحلال، الذي تحتضنه العاصمة الدار البيضاءن ما بين 15 و17 أكتوبر الجاري، أن هذه الأبناك قادرة أيضا على أن تقوم بدور رئيسي في تنشيط الاقتصاد الوطني، من خلال تعبئة رساميل جديدة، واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتمكين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة من الانفتاح على أسواق وأنشطة اقتصادية جديدة.
وفي ما يتعلق بالمنتجات الحلال، أبرز لحلو أن انفتاح الأبناك على الاستثمار في هذا المجال، الذي يعتبر منظومة متكاملة من القيم، كفيل بالوصول إلى تنويع العرض المغربي في هذا المجال، وتصنيع منتجات مبتكرة يمكن أن تشكل علامات تجارية مميزة، مبرزا الدور الذي ينبغي أن تضطلع به في مواكبة المقاولات العاملة في هذا الميدان خلال كل مراحل التصنيع، وعبر كل حلقات الإنتاج ابتداء من التمويل إلى التوزيع والتسويق.
وبعد أن قام بتدقيق عدد من المفاهيم الرائجة في هذا الميدان، أوضح أنه يجدر التمييز بين تجربة المنتجات الحلال في البلدان الإسلامية، بما فيها الخدمات المالية، وتجربة البلدان غير الإسلامية، مشددا على أنه لا ينبغي الخلط بين التجربتين، فلكل واحدة خصوصياتها التي تميزها عن غيرها.
وخلص إلى أنه من الضروري أن تعمل الأبناك التشاركية على تنويع خدماتها، لتنتقل من الخدمات التقليدية كالإجارة والمضاربة والمرابحة والصكوك، نحو صيغ جديدة، وفي مقدمتها الاستثمار، لتتحول إلى فاعل اقتصادي له مكانته في النسيج الاقتصادي.
ومن جانبه، استعرض الخبير المالي السيد سعيد زركوط المبادئ والمفاهيم المؤطرة للتمويلات التشاركية، والصيغ التي تقدمها، معتبرا أن العروض التي تقترحها هذه الأبناك تعد خدمات مصرفية مبتكرة.
كما أبرز إيجابيات هذه التمويلات بالنسبة للاقتصاد الوطني، والمتمثلة، على الخصوص، في جلب الاستثمارات الأجنبية خاصة من بلدان الخليج وعدد من البلدان الإسلامية، وإنعاش الاستثمار من خلال توفير موارد مالية إضافية، وتعبئة المدخرات المالية غير المشغلة، وضخها في النشاط التجاري والصناعي.
ولاحظ في العرض الذي قدمه خلال هذه الندوة، التي ناقشت موضوع التمويلات الإسلامية وعلاقتها بأسواق المنتجات الحلال، أن هناك مجموعة من المحاذير التي يجب على الأبناك التشاركية أن تعمل على تفاديها، والتي أجملها في القيام بحملات تحسيسية وتواصلية لتعبئة العموم وتقريبهم من طبيعة الخدمات التي تقدمها تجنبا لسوء الفهم الذي يوجد لدى البعض بهذا الشأن، والاعتماد على منتجات محفزة للمقاولات الناشئة والمقاولات الصغرى والمتوسطة.
يذكر أن برنامج المعرض، الذي انطلقت فعاليته صباح اليوم الجمعة، يتضمن مناقشة عدد من المواضيع التي تهم دور الجالية المغربية المقيمة في الخارج في الترويج للمنتجات الحلال والمنتجات الطبيعية، والتحليل المخبري للمنتجات الحلال والطبيعية الموجهة للتصدير، ونقل ولوجيستيك المنتجات المصنعة وطنيا، وأسواق المنتجات الطبيعية بالمغرب.
يشار إلى أنه بساكنة تتجاوز 6ر1 مليار مسلم، يفتح قطاع المنتوجات الحلال، الذي عرف تطورا كبيرا خلال السنوات العشر الأخيرة، آفاقا واعدة لكي يتطور بشكل أكبر في المستقبل، حيث يقدر السوق العالمي لهذه المنتوجات حاليا بأزيد من 500 مليار دولار أمريكي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة