فيديو.. ابن بطوطة يتفوق على أدونيس في الصين

يؤمن الصينيون أن الحضارة الإسلامية العربية تبقى الأقرب إليهم من الحضارة الغربية، وهذا لوحده يعتبر دافعا قويا لتقوية تقارب شرق-شرق، يكون عنوانه الأبرز التبادل الثقافي، هذا ما خلص إليه شوي تشينغ كو، عميد مدرسة الدراسات العربية، بجامعة بكين للدراسات الأجنبية.
ورغم أن الندوة، التي نظمت على هامش الدورة 22 للمعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء، كانت تحت عنوان “صورة اللغة العربية والإنسان العربي، على حد سواء في عيون ابناء الصين”، إلا أن المتدخلين الصينيين ركزوا على التبادل الثقافي بين العرب والصينيين، وتاريخ التعارف بين الحضارتين.
وكشف مسؤول “دار الحكمة”، وهي دار نشر مصرية تعتبر الوحيدة المتخصصة في ترجمة الكتب العربية إلى اللغة الصينية، أن أنجح الأعمال العربية في السوق الصينية هما “مذكرات ابن بطوطة”، وتعتبر من أنجح الأعمال الأدبية في سوق الكتب في بلاد الماندرين، وأن آخر عمل روائي مغربي ترجم إلى الصينية، كان رواية “العلامة” لبنسالم حميش.
وحسب المصدر فإن الشاعر أدونيس يعتبر من أشهر الأدباء العرب في الصين، إذ باع أحد دواوينه المترجمة إلى الصينية 3 آلاف نسخة في شهر واحد.
من جانبه كشف شوي تشينغ كو أن المغرب يعتبر البلد العربي الوحيد الذي يحتضن ثلاثة معاهد “كونفوشيوس” المتخصصة في تعليم ونشر اللغة الصينية.
وفسر شوي تشينغ هذا الأمر بأن المغرب أكثر استقرارا وأكثر انفتاحا، وقال “المغرب اليوم منفتح أكثر من أي وقت مضى عن الشرق مقارنة بالسابق، حيث كان يولي فيه وجهه نحو الغرب”.
وكشف شوي تشينغ كو أن أول تعارف بين الصينيين واللغة العربية كان من خلال ترجمة قصيدة عربية تمدح الرسول الكريم، وتتحدث عن كيفية انتشار الإسلام في بقاع العالم..
وحسب المصدر ذاته، فإن الصين كانت سباقة إلى الانفتاح على العرب، وقال إن تعليم العربية بدأ في الصين في الثلاثينيات، في حين أن أول كلية عربية انفتحت على اللغة الصينية كانت هي جامعة عين الشمس بمصر، خلال بداية الخمسينيات.
أما فيما يخص البعثات الطلابية، فإن أول بعثة صينية إلى دولة عربية كانت سنة 1932، وأول مرة تحدث فيها شعبة للعربية بالصين كان 1942.
وحسب شوي تشينغ، الذي يتحدث عربية سليمة، فإن هناك اليوم 40 جامعة صينية تدرس فيها اللغة العربية، منها 10 تقبل الماجستير و3 منها توفر الدكتوراه.
وإذا كان الصينيون ينبشون في الثرات العربي عبر الإقبال على أعمال خالدة من قبيل “ألف ليلة وليلة”، و”كليلة ودمنة”، فإن القراء العرب يبحثون عن “الصين” وليس “ثقافة الصين”، وحسب المنظمين، فإن الكتب الصينية التي تلاقي إقبالا كبيرا عند القراء العرب، تتمحور حول “ظاهرة الصين الاقتصادية والتنموية” في ثلاثة عقود الأخيرة، وتبقى أشهر الكتب “الطفرة الصينية”، “الزلزال الصيني”.

صينيون

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة