يعد النظام الغذائي المتكامل والمتوازن للرياضيين من أهم عناصر نجاح العملية التدريبية ومكون رئيسي من مكونات الثقافة الواجب توافرها لدى الرياضيين، باعتبار أن التدريب الرياضي لتحقيق أداء متميز ليس مجرد ممارسة لمجموعة من التمارين متنوعة الكثافة والشدة.
فالتغذية تشكل عاملا رئيسيا في بناء الجسم والحفاظ على صحة الرياضيين وتساهم في رفع مستوى الأداء البدني والمهاري للممارسين، بينما يعد التقصير الغذائي من مسببات تراجع المردود وزيادة الإجهاد و الشعور السريع بالتعب وربما الإصابة بالأمراض .
ويجمع المتخصصون على أنه لا يوجد نظام غذائي موحد لجميع الرياضيين، بل يتم التوفيق والتغيير وتحديد الوجبات ومحتواها بناء على عدة عوامل تشمل طبيعة النشاط الرياضي نفسه وكم الطاقة المطلوبة فيه وطبيعة جسم الرياضي ووزنه وسنه وغيرها من العوامل التي يجب أن يلم بها المشرف على التداريب ، والضرورية لتقدير حاجات اللاعبين من السعرات، وتفهم الاختلافات بين الأفراد في مستوى النشاط الرياضي وقدراتهم البدنية المتنوعة.
وتعتمد التغذية التخصصية للرياضيين على الوفاء بحاجات الجسم من الطاقة خلال ممارسة النشاط الرياضي وملاءمتها للأهداف التدريبية المتنوعة، فالتدريب العادي يختلف عن التمارين قبل المشاركة في المنافسات الرياضية، حيث تعتبر تلك الاحتياجات من العناصر الأساسية في منظومة التدريب الرياضي الناجح والفعال.
والتغذية الجيدة ،بحسب المتخصصين، هي التي تحتوي على نسبة معينة من المواد الغذائية الرئيسية التي تسد الحاجات الوظيفية للأعضاء، كما يجب أن تحتوي على الفيتامينات الضرورية التي تساعد في عمليات التمثيل الغذائي البنائية وعلى الأملاح المعدنية والماء باعتبار أنها تحافظ على التوازن الطبيعي للعلاقات الالكترونية في الدم والأنسجة.
وفي هذا الصدد، أكد أحمد بداهي، الباحث في علوم التغذية البشرية، أن التغذية تلعب دورا مهما في حياة الرياضي؛ لذلك يجب أن يراعى في ذلك قواعد التغذية الصحية وأن يقوم الغذاء بسد جميع احتياجات الجسم من أجل تحسين الأداء الرياضي واللياقة البدنية .
وأضاف أن الأبحاث العلمية ما فتئت تؤكد على فوائد التغذية الصحية وتأثيرها الكبير على الأداء والمردود الرياضي، فكل ما يتناوله الرياضي سوف يؤثر على صحته ومردوديته سواء سلبا أو إيجابا، خصوصا قبل وأثناء المشاركة في البطولات والمسابقات الرياضية من المستوى العالي، وذلك لأهمية التغذية في الاسترداد من الجهد البدني.
وقال إن الوجبة المثالية للرياضي قبل المنافسات يجب أن تكون قبل ثلاث ساعات على الأقل من بدء التباري والتي تتكون بالدرجة الأولى من الكربوهيدرات البطيئة الامتصاص كالأرز والخبز الكامل و الخضر و الفواكه والتي يمكن تحويلها إلى طاقة وكذلك خزنها في الكبد.
أما يوم الحدث، فيجب على الرياضي تناول الوجبة قبل ثلاث ساعات من المنافسة ؛ ويكون تركيبها قريبا من تلك التي تناولها في الأيام السابقة، ولكن مع التركيز على الكربوهيدرات البطيئة الامتصاص والتقليل من الذهنيات .
وتابع المتخصص أن حفاظ الرياضي على رطوبة جسمه أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية من شأنه توفير الكثير من النشاط البدني، بشكل عام ، خلال تمارين لمدة ساعة تقريبا ، ويكفي شرب الماء للحصول على ترطيب جيد وطراوة بدنية مثالية، أما إذا كانت فترة النشاط الرياضي تزيد عن ساعة ونصف ، فمن الأفضل تناول مشروب يحتوي على الكربوهيدرات والأملاح المعدنية. كما يجب مراعاة هذه المشروبات أثناء المجهود المكثف أو عندما يكون الطقس حارا ورطبا.
وشدد بداهي على أنه للاسترداد من الجهد البدني بعد التداريب أو التباري، يجب الاستمرار في شرب الماء مع تناول وجبة خفيفة في عضون 30 دقيقة ما بعد النشاط الرياضي والتي يجب أن تشمل حسب اقتراحات الخبراء الحليب وحليب الشوكولاتة وعصائر الفاكهة والفواكه المجففة والجبن والمكسرات.
وخلص إلى أن التغذية الجيدة تبقى ضرورية للصحة واللياقة والأداء . وهناك احتياجات غذائية محددة يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء أداء التمارين الرياضية ، بعيدا عن المفاهيم والأخطاء الشائعة التي غالبا ما يتم ارتكابها، لهذا يجب تطوير استراتيجية غذائية حقيقية ، سواء في فترة التدريب أو خلال المنافسات.
والأكيد أن الطاقة الحيوية في جسم الإنسان هي مصدر الأداء الرياضي بمختلف أنواعه، ولا يمكن أن يحدث الانقباض العضلي المسؤول عن الحركة أو عن تثبيت أوضاع الجسم دون إنتاج طاقة، والتي تتأتى من خلال التغذية المتوازنة.