قالت الـ”فيفا”، إن المنتخب المغربي وصل إلى ثُمن نهائي كأس العالم قطر 2022، بعد أن نجح في الفوز على بلجيكا وكندا على التوالي وتسجيل أربع أهداف في مباراتين، وذلك رغم عدم امتلاكها الكرة في كثير من الوقت. حيث اعتمدت على أسلوب متوازن من تفكير المدرب وليد الركراكي واستطاعت بذكاء على أن تربح وفقًا لنقاط القوة التي تمتلكها.
وأضافت الـ”فيفا” في مقال نشرته على موقعها الرسمي، أن إسبانيا كانت الصفة المسيطرة على مبارياتها منذ تولي لويس إنريكي منصب المدير الفني هي امتلاك الكرة معظم الوقت، وحتى أن الدفاع يتم بالحفاظ على الكرة بطريقةٍ ما. وهذا يجعل المنافسين يمتلكون وقتًا أقل للعب بالكرة. مع ذلك فقد استقبلت ثلاث أهداف في مباراتين أمام ألمانيا وكوستاريكا.
إسبانيا ما بين الأسلوب القديم الغاضب والـ”تيكي تاكا”
وتابعت الـ”فيفا”: “يُعرف عن تاريخ الكرة الإسبانية التنوع، فبعد اعتماد أسلوب الغضب”La Furia” لفترة معينة. والاعتماد على الدوافع في خلق التفوق على الخصم مع ابتعاد الأسلوب الفني والحيازة على الكرة. اعتمدت مدرسة التيكي تاكا ونجحت في تحقيق نجاحات هائلة جعلت الكرة الحديثة تحاول استنساخ أفكارها في كثير من البلاد. والتي حاولت تقليد الإسبان”.
وأضاف المصدر، أن إسبانيا كانت تملك نجومًا كبارًا في أجيال مختلفة ولكنها لعبت بأسلوب مختلف سابقًا. إلى حد أن سيزار لويس مينوتي مدرب الأرجنتين الفائز بكأس العالم 1978
قال: “كان على الإسبان أن يختاروا ما بين أن يكونوا كالثور أو كمحارب الثور. لقد اختاروا في الثمانينات أن يكونوا كالثور مع كليمنتي واللعب طبقًا لأسطورة الغضب “لافوريا”. والتي رفعت شعار: اعطني الكرة وسأسحقهم. وربما تُفكر جديًا في العودة له الآن ،ولعب كرة قدم مُباشرة وحماسية وعدوانية.. أو ربما للعب بتوازن يُفيدها في التغلب على منتخبات أكثر صعوبة. دون التقيد باستراتيجية تمرير الكثير من الكرات”
المغرب ستحاول زيادة شكوك إسبانيا في كأس العالم
وزاد المصدر: “لحظة الحقيقة ستكون مهمة لقياس مدى قدرة فريق لويس إنريكي على تحقيق النتائج المرجوة بهذه الاستراتيجية المُعتمدة في عام 2022، وسيكون لقاء المغرب بمثابة القياس والاختبار الحقيقي. خصوصًا وأن المنتخب المغربي يملك لاعبين يعرفون الكرة الإسبانية عن قُرب مثل بونو وحكيمي والنصيري.
وتابع: “إسبانيا بعد أن خرجت من كأس العالم 2014 من الدور الأول ثم من دور الـ16 في نسخة عام 2018 في روسيا ربما يساورها بعض الشكوك بشأن الفلسفة المُتبعة في طريقة اللعب. فرغم النجاحات العديدة على مستوى الأندية لكن في كأس العالم كان النجاح الوحيد في جنوب أفريقيا 2010 عندما كانت البطلة. بينما حققت نتائج أفضل في 1982 و 1994 و2002 عندما بلغت ربع النهائي”.
وواصل ذات المصدر: “ربما يكون المنتخب المغربي منتبهًا لتلك المفارقة. وسيحاول أن يستفيد من لاعبيه الذين أصبحوا متمرسين أكثر على كرة القدم الأوروبية ويلعبون في عدة أندية أوروبية كبيرة وهو الأمر الذي لم يكن متوفرًا من قبل”.
من ناحية أخرى تُدرك المغرب صعوبة المهمة وخصوصًا وأن إسبانيا تحت قيادة لويس إنريكي لعبت كرة قدم جيدة للغاية، ونجحت في الوصول لنصف نهائي كأس الأمم الأوروبية 2020 ونهائي دوري الأمم قبل الخسارة من فرنسا.
وخلص المصدر: “صعوبة مهمة المغرب تكمن في إمكانية ترويض نقاط قوة إسبانيا في صناعة العديد من الفرص. ومحاولة افتكاك الكرات بسرعة أكبر في اللحظات المؤثرة من المباراة. ومحاولة استغلال نقاط الضعف في الدفاع الإسباني، وستكون المغرب سعيدة الحظ بالفعل إذا كانت إسبانيا تملك شكوكًا بشأن فكرة اللعب الحالية. ولديها حنينًا للعب وفقًا لتقاليدها القديمة”.